خلال فترة قصيرة تناقلت وسائل الإعلام مجموعة أخبار عن الإساءة إلى خادمات آسيويات يعملن في المملكة، استغل الموضوع ليكون مادة للإساءة إلى المملكة وإظهار مجتمعها في صورة غير واقعية، فإذا كانت هناك فئة قليلة لا تحسن التعامل وتلجأ إلى العنف والإيذاء الجسدي، فإن هناك في المقابل فئة أكبر تلتزم بالتعامل الإنساني الراقي، وتحسن إلى العاملين من منطق التعاليم الإسلامية والأخلاق العربية.
ولكن كثيراً ما تتناقل أخبار الشر وتطير في كل مكان وتتبارى القنوات الفضائية والصحف الأجنبية في سردها، ومن هنا فإن المسألة تحتاج إلى معالجة جذرية تتعاون فيها كل الجهات التي لها علاقة بالشأن الاجتماعي من العمل والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم.
نحتاج إلى تكثيف في الإرشاد والتوجيه إلى أهمية التعامل مع العمالة بطرق إنسانية، ونحتاج إلى التذكير بأن الإسلام يطالبنا بالرأفة والرحمة وينهى عن القسوة والإيذاء، وإلى جانب ذلك فإن من المهم سن أنظمة تضع حداً للتجاوزات من مثل حرمان كل مخالف من الاستفادة من استقدام العمالة أو إنزال العقوبة الصارمة بمن يلجأ إلى انتهاك حقوق العمالة.
إن ما وقع على العاملة الإندونيسية في المدينة المنورة -إن صح ما قيل- هو تجاوز لكل القيم والأخلاق ومخالف للدين ولا يقدم عليه إلا من يعاني من مرض نفسي، ولعل الجهات التي تحقق في الموضوع تقتص لهذه العاملة من المسيئين إليها إن ثبت ذلك، وأن يعلن عن ذلك في وسائل الإعلام فالعمل المشين الذي تناقلته وسائل الإعلام وتحدث عنه مسؤول حقوق الإنسان في المدينة المنورة في حاجة إلى ردع نظامي يطال مرتكبيه مما قد يسهم مستقبلاً في وضع حد لهذه الممارسات غير الإنسانية التي تسيء إلى الوطن في نهاية الأمر.
لقد عجبت كثيراً من القسوة والوحشية -كما ورد في الخبر المنشور- في التعامل مع خادمة بائسة غريبة مهما كان الخطأ الذي ارتكبته -إن كان هناك خطأ- ولا شك أن ضعف الوازع الأخلاقي كان وراء ذلك وهو ما نحتاج إلى تقويمه بكل الوسائل حتى لا يتكرر.