الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصية ملكت القلوب، وقد كانت إطلالته علينا بعد الوعكة الصحية بشرى جميلة زادت العيد جمالاً وجعلت الجميع مسروراً بقرب شفائه من هذا العارض الصحي، وحرصا على سلامته فقد تم عمل فحوصات عاجلة له بمستشفى الملك فيصل التخصصي ليطل علينا مرة أخرى من خلال الصور الصحفية والتلفزيونية بعد أن تحامل على نفسه وعايدهم واستمع إليهم وداعبهم بل وقدم الاعتذار الكبير عن عدم الوقوف واستقبالهم كعادته في الحفاوة المعهودة.. لقد تسابقت الأيدي في رفع أكف الضراعة داعية الله عز وجل ان يشفي خادم الحرمين عاجلاً وأن ينعم عليه بالصحة والعافية.
كيف لا وهو ملك حاول أن يضع بلاده في مصافِّ الدول العشرين المؤثرة في الاقتصاد العالمي، وسعى إلى محاربة الفقر والجهل والمرض ذلك الثالوث الخطير وكل يوم يقدم هدية لأبنائه شعب هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية.
ملك يعتبر من بين أبرز القادة السياسيين في العالم على صعيد المشاركة الفاعلة والمبادرات المؤثرة فقد بذل جهده محاولاً إصلاح البيت العربي ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق آماله وتطلعاته، إنه يد كريمة أعطت القريب والبعيد بسخاء حتى أصبحت السعودية تعرف بمملكة الإنسانية، ملك رأى أن الحرمين الشريفين مكانتهما عظيمة فأنفق عليهما بسخاء غير مسبوق استكمالاً لما عمله إخوته من ملوك هذه البلاد الطاهرة.. وجعل رحلة الحج ميسرة فإذا آلاف الحجاج والزوار والمعتمرين يرفعون أيديهم دعاء لهذا القائد العظيم.
ملك دعا جيرانه العراقيين إلى الوحدة والمسارعة في المحافظة على سيادة العراق وإنهاء معاناة الشعب العراقي.. فحُقّ لنا أن نفخر بقائدنا ومليكنا صاحب التجديد والإصلاح الذي تم اختياره كثالث أقوى شخصية في العالم من حيث التأثير على مستوى الأحداث.. ملك يعشق الحوار مع الآخر وقد عزز هذه الثقافة محلياً وإقليمياً بل ودولياً فكان له السبق في طرح لغة الحوار والجلوس على طاولة واحدة مهما اختلفت الرؤى والاتجاهات.. وذلك وصولاً للحل الأمثل وتقريب وجهات النظر.
إننا شعب يعشق اسم (عبدالله) أولاً لما فيه من صفة العبودية لله ثم لأن مليكنا المحبوب يحمل هذا الاسم الغالي فأبو متعب سكن في قلوب شعبه صغيرهم وكبيرهم بل ويتيمهم فهو أب لليتامى والمساكين بعطفه وحنانه وقد ذرفت دموعه يوماً لدى مقابلته بعضا من أبناء شهداء الواجب فهو كما يقولون (بابا عبدالله) ملك قريب في مجلسه من أصحاب الفضيلة والمشايخ يأخذ برأيهم ويستشيرهم كما هو صديق للمفكرين والعلماء وله بصمة علمية غير مسبوقة فقد ضاعف أعداد الجامعات في المدن والمحافظات وهو أكثر قربا من الضعفاء والمساكين فقد أجزل العطاء لهم من خلال مخصصات الضمان الاجتماعي.. ملك ليس له منافس في حب الوطن فقد خاطب جنودنا في مرابطتهم للذود عن الحد الجنوبي (إن شبراً من تراب الوطن لا يقدر بثمن).
ملك شهد له العالم العربي والإسلامي بالأخوة الصادقة والوقفة الجميلة.. بل شهد له قادة الدول غير المسلمة ومنظماتها ومنتدياتها ومواقعها الحيادية بأنه الملك العادل المصلح والذي حاول أن ينقل بلاده إلى مصاف الدول المتقدمة.
يا مليكنا العزيز رزقك الله الصحة والعافية ووفقك الله لما يحب ويرضى وأعانك على حمل هم الأمة بالتعاون مع عضدك الأيمن أخوك ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزراؤك إنه سميع مجيب.
- الرس