منذ أقل من سنة جمعتني مناسبة في الرياض بالدكتور حميد زياد رئيس مؤسسة اليتيم في الجمهورية اليمنية، وقد تحدث عن هذه المؤسسة الخيرية وما تلقاه من دعم كبير من أبناء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم سلطان الخير - حفظه الله - وذكر الجهود الكبيرة التي تقوم بها هذه المؤسسة في سبيل تأمين العيش الكريم لهؤلاء الأيتام وأسرهم، وقد أبهرنا بما عرضه من مشاريع صغيرة في حجمها، كبيرة في ثمرتها، تغني هؤلاء الأبناء والبنات عن ذل المسألة، ومن مشاريع هذه المؤسسة تزويج أعداد كبيرة من أبنائها كل عام في مهرجان كبير، وقد كان سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز المتكفل العام الماضي بتزويج ألفي يتيم ويتيمة، وفي هذا العام أعلن الدكتور حميد زياد في مؤتمر صحفي عن تكفل الأمير سلطان بن عبد العزيز بتزويج ثلاثة آلاف ومائتي يتيم ويتيمة أيضاً، خبر سرنا كثيراً لما له من أثر إيجابي على حياة هؤلاء الأيتام، فالإنفاق على اليتيم ليس محصوراً في طعامه وكسائه، وإنما متعدياً إلى بقائه كريماً عزيزاً طوال حياته ليكون يداً بانية لا يداً سائلة.
إن قضية إحصان الشباب بشكل عام من الأمور التي يجب أن تكون على رأس أولوياتنا لعظيم أثرها في استقرار نفوس هؤلاء، ومن ثم مساهمتهم في بناء أوطانهم، المساهمة التي تحقق الاستقرار المعيشي والاجتماعي المنشود.
لكم أن تتخيلوا هذه البيوت التي فتحت بدعم هذا الأمير السخي، وهذه الأجيال القادمة ببركات دعمه وعونه، تخيلوا جباهاً سجدت لله وعيوناً ذرفت من خشية الله، وأقداماً وقفت بين يد الله كان السبب في مجيئها هذا الإنسان الكريم، تخيل أخي القارئ الكريم لو كنت أنت من أعطى ودعم بإيمان بعظيم الأجر كيف يكون شعورك بعد سنوات وأنت ترى شباباً ركعاً سجداً، كنت أنت السبب في مجيئهم لهذه الحياة، كيف يكون شعورك..؟ لا شك أنه شعور عظيم ومفرح.
نسعد في هذه البلاد المباركة يوم نرى يد العون والمساعدة تمتد لإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها، وتغمرنا الفرحة يوم نسمع أثر ذلك ظاهراً على إخواننا هنا أو هناك.
السعادة الحقة ليس في أن تجد حاجتك، ولكنها يوم تدخل سروراً على قلب أخيك، لذا جاء في الحديث الصحيح عن الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (إن من أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم)، وهذا يعني عظم الأجر ومضاعفته.
إن استشعار الإنسان عظم الأجر يدخل على قلبه سعادة تلازمه وتدفعه دوماً لفعل الخير وعمل المعروف الذي ورد أنه يقي مصارع السوء.
ونحن نحتفل (بحروفنا) اليوم مع إخواننا في اليمن السعيد بهبة الأمير السخية، نسأله سبحانه وتعالى أن يضاعف لسموه الأجر ويجعله أجراً جارياً إلى يوم القيامة.
والله المستعان..