لقد فُجِعَ الشعب السعودي بأسره للعارض الصحي الذي تعرَّض له قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلال الفترة الماضية، وهو أمرٌ ليس بالمستغرب على هذا الشعب لما رآه من قائده من محبة وإخلاص وتقدير وإنجازات، فالشعب في عين وقلب الملك عبدالله -رعاه الله- حتى في الظروف الصعبة، فقد رأيناه في أول إطلالة له بعد العارض الصحي يحملُ هَمَّ الشعب ومحبته عندما شكر كلَّ من أبدى مشاعره الطيبة نحوه ودعواتهم له، وفي مقدمتهم الشعب السعودي، وتفضل بقوله الكريم بأنه بخير ما دام الشعب بخير.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها خادم الحرمين الشريفين مثلَ هذه المشاعر لشعبه الوفي، ففي خطاب البيعة قبل ما يزيد عن خمس سنوات عاهد الله بالعمل وفق مبادئ العدل والمساواة التي وردت في الشريعة الإسلامية، وأن المواطنين في كل المناطق الإدارية للمملكة سواسية لديه وأنه لن يفضلَ أحداً على أحد إلا بعمله وما يقدمه لوطنه، ثم بعد ذلك ما حصل من قيامه -أيده الله- بزيارة الأحياء الشعبية وتفقده لأحوال المواطنين فيها، حيث شبه بعض المثقفين في بلادنا تلك الخطوة بما كان يفعله سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عند زيارته لمنازل الفقراء ومواساتهم ومد يد العون لهم.
أما الإنجازات التي حققها الملك عبدالله للشعب السعودي فهي كثيرة، ومنها:
عنايته ببيت الله الحرام، حيث يقوم بنفسه بغسل الكعبة المشرفة، وأمره -أيده الله- بتوسيع المسعى وإقامة جسر الجمرات مما سهل على الحجاج والمعتمرين.
دعوته للتسامح الديني وعدم التطرف، وهو ما ينسجم مع روح الإسلام وشريعته وصلاحيته لكل زمان ومكان.
* اعتزازه بالمخلصين من أبناء هذا الوطن والعمل على تشجيعهم بغض النظر عن مناطقهم.
اهتمامه بالأعمال الخيرية والإنسانية، ومن ذلك منح المعوزين مساكن مناسبة، ومعالجة أصحاب الحالات الصعبة في بلادنا.
تكريمه للعلم والعلماء وقيامه بزيارتهم في مساكنهم.
قيامه -أيده الله- بزيارة منطقة جيزان مباشرة عندما كان خارج المملكة مع ما كانت تعاني منه تلك المنطقة آنذاك من مرض حمى الوادي المتصدع المعدي.
إقرار تعميم خدمة سكك الحديد على أنحاء المملكة بعد أن كانت مقتصرة على الخط الذي يربط العاصمة الرياض بالمنطقة الشرقية.
استحداث العديد من مشروعات التنمية الاقتصادية في مدينتي ينبع والجبيل الصناعيتين.
زيادة مشروعات تحلية المياه المالحة للعاصمة والعديد من مدن المملكة.
استحداث العديد من القنوات الإعلامية، فبعد أن كانت قناتين فقط أصبح عددها اليوم ثماني قنوات تلفزيونية.
زيادة رواتب الموظفين وأفراد القوات المسلحة في قطاعاتها كافة.
إنشاء العديد من المدن الاقتصادية التي ستساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل الكثيرة للمواطنين.
استحداث العديد من الجامعات، حيث لا تخلو الآن أي منطقة من جامعة أو جامعتين أو أكثر، فقد كان عدد الجامعات قبل توليه الحكم سنة 1426هـ ثماني جامعات، فقفز العدد حتى سنة 1431هـ إلى 25 جامعة.
إنشاء مطار دولي في المدينة المنورة وهو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز -رحمه الله.
زيادة معاشات المتقاعدين ومنسوبي الضمان الاجتماعي من حين لآخر.
تشجيع الشباب على إكمال دراستهم خارج المملكة عن طريق الابتعاث للدول المتقدمة بما يعرف ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
تطوير قطاع الإدارة في المملكة باستحداث لجنة خاصة بذلك وهي اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري.
التشجيع على سعودة الوظائف والأعمال في القطاعين الحكومي والخاص.
هذا فيض من غيض.. فحفظ الله قائدنا وأعاده المولى إلينا سالماً معافى بإذن الله تعالى.
asunaidi@mcs.gov.sa