الأرض والناس في الرياض كانوا في فرح كبير بوصول الأمير سلمان من رحلته العلاجية وعودته سالماً.. ولكل مكان شامخ بالرياض لسلمان الوفاء فيه قصة نجاح لا تنسى..
والاستحقاق الذي نالته غرفة الرياض من فكر وذهن وحضور الأمير سلمان في كل محطات المسيرة الخمسينية، كان ولا يزال بمثابة المدرسة التي أنتجت أجيالاً من نخب الاستنارة في بلادنا، وقد تعلّمنا الكثير من رفقتنا الدائمة والاستماع إلى مرشدنا في كل منعطفات تاريخ الغرفة، بكلمات سموه التي وازنت بمقياس دقيق بين إيقاع التطوّر المنشود وشروطه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتعلّمنا معنى القول المقرون بالعمل في كل حقل، وتأثيره على المتلقّين، ونشهد لسموه أنه كان يسبقنا إلى الفكرة ويتقدمنا إلى الحقل، وتكون كل كلمة ألقاها في محافل مجتمع الأعمال، بمثابة المفتاح الذي طالما بحثنا عنه، والشمعة التي تكشف لنا الطريق للخطوة التالية.
ومن أعلى مراتب التشريف التي أعتز بها خلال مسيرتي المتواضعة في خدمة الغرفة لنحو أربعة عقود متصلة، أنني كنت ولا أزال قريباً من فكر وعقل ووجدان الأمير سلمان - حفظه الله -، فقد تعلّمت من سموه الكثير من معاني الارتباط بالخدمة العامة وحب الناس وقيم الإيثار وفضيلة الاستماع إلى كل الآراء قبل أن تدلي برأيك، لقد سعدنا وتعلّمنا من كل القضايا والموضوعات التي سمح وقت سموه بأن نعرضها عليه، سواء هنا في مدرجات وقاعات الغرفة وما أكثرها من مناسبات، أو في رحاب مكتب سموه العامر بالإمارة، فيستقبلنا دائماً بالترحيب، ويحدثنا بالصراحة المعهودة، ويسهل علينا الدخول في الموضوع مباشرة، إذا كنا نتوجّس أو نخفى تردداً حيال أمر ما، قد لا نتمكن من سبر أغوارها الخفية، أو لا نستبين أبعاد القصية من شئون البلاد والعباد، لكن سموه - حفظه الله - هو صاحب مدرسة إدارية فريدة، ولديه مفاتيح الدخول والخروج مهما بدا لنا من صعوبات في حينها، فقد يطرح سموه سؤالاً أو تلميحاً خارج إطار ما أعددنا له في مناسبة ما، فيتحوّل إلى برنامج عمل جديد لنا، لنكتشف لاحقاً أنه يقودنا إلى تأسيس أو قيام مؤسسات فاعلة في خدمة المجتمع المدني، ولديّ قصص لا تحصى عن الخلفيات التي قادت لنشوء العديد من مؤسسات المجتمع المدني عبر منصة غرفة الرياض، نبعت فكرتها بتصريح أو تلميح من سمو الأمير سلمان - كذلك لدينا العديد من الشواهد والنماذج الحية لما نقول تجسّدها الكيانات القائمة حالياً في خدمة المجتمع خيرياً وإنسانياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.
هنيئاً لكل أهل هذه المدينة الطيبة ولكل شعبنا بعودة سمو الأمير سلمان سالماً معافى بحمد الله إلى حقله الذي سيظل خصباً لا تتوقف أزهاره عن التفتح دوماً ومن الإشعاع في قلوب الناس أجمعين.
رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض