يتسابق أطفالنا على محلات ألعاب الفيديو، لشراء أحدث السيديهات، بل إن بعضهم يحجز اللعبة قبل نزولها بأسابيع أو أشهر. ولقد امتد هذا الهوس الطفولي إلى الشباب وإلى الكبار، لما في هذه الألعاب من إثارة مدروسة ومقننة.
وأنا، في أغلب الأحوال، لست ضد الألعاب الإلكترونية، لكنني ضد جعلها المتعة الوحيدة المُضَيِّعة لكل الوقت، وذلك لأنها تتطلب، إضافة إلى الجلوس المتواصل أمامها، أكلاً وشرباً وقلة حركة، مما يهدد الجسم بالسمنة المفرطة والضعف ووهن العظام، ناهيك عن نشوء أنماط أخلاقية جديدة، لا تؤيد دفء الأسرة ولا التفوق الدراسي.
إذن، نحن أمام خطر حقيقي، وإنْ لم نتعامل معه تعاملاً موضوعياً هادئاً، فسيتحول هذا الخطر إلى أخطار كبرى. وليكن تعاملنا الأول، هو مناقشة محتويات الألعاب مع أطفالنا وشبابنا، قبل شرائها، ومحاولة إقناعهم بعدم اقتناء الألعاب التي تعتمد على فنون القتل والذبح. وهذا لن يكون سهلاً، فاللعبة الأكثر مبيعاً دولياً، والمفضلة لكل أطفال العالم اليوم، هي «كول أوف ديوتي»، وهي تعتمد اعتمادا كلياً على الإبداع في قتل المنافسين وذبحهم وإسالة دمائهم، باستخدام الرصاص والقنابل والخناجر. ولكم أن تتخيلوا الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال والفتيان والشباب، وهم يطلقون الرصاص على رؤوس وقلوب بعضهم، ويجز كل واحد منهم عنق الآخر.
هل يجب أن نيأس ونحن نشهد كل هذا الخلل في قيم أبنائنا، وفي صحتهم البدنية والعقلية؟! هل يجب أن نطلب المساعدة من المختصين في المؤسسات الحكومية والأهلية، وهل سيساعدوننا فعلاً؟!