يا خادم الحرمين الحرمين، والله لقد كانت إطلالتك يوم العيد، عيد آخر، حيث ظن الكثير بأن التعب والمرض -أزالهما الله عنك وعافاك- سيغيبانك عنا، لكن الله السميع المجيب، وفي تلك الأيام الفضيلة، استجاب دعاءنا، حيث دعوناه دعاءً صادقاً خالصاً، بأن يعافيك، فما لبثنا إلا وقد اكتحلت عيوننا بطلتك البهية، وروحك المرحة، وحديثك الأنيس.
- سيدي... عباراتك الصادقة، نابعة من القلب، حيث وقرت في القلب.
كلماتك الشجية (ستبرد أكباداً وتبكي بواكياً) والتي توضح أنك لم ترَ من النساء إلا كل خير، وفيها تؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم « استوصوا بالنساء خيراً» حيث «ما أكرمهن إلا كريم».
ما أكرمك يا خادم الحرمين، يا حبة الفؤاد وبهجة العين.
- والله لقد كفيت وشفيت، إذ أنصفت النساء، في محفل حافل بالرجال (حضور ومشاهدون) وقد صدح صوتك وصدع قولك «حتى لقد أشفقتُ تحترق العواذل بيننا» إذ ما فتئتَ تؤكد على مناصرتك للنساء، وتوصي بهن خيراً.
سيدي.. لا فض الله فاك، ولا عدمناك، ودمت مثلاً يُحتذى، في صدق القول، وصحة العزيمة، قولاً وفعلاً.
مليكنا...
يَكادُ مِن صِحَّةِ العَزيمَةِ ما
يَفعَلُ قَبلُ الفِعالِ يَنفَعِلُ
تُعرَفُ في عَينِهِ حَقائِقُهُ
كَأَنَّهُ بِالذَكاءِ مُكتَحِلُ
- يا خادم الحرمين: في تلك الليلة، أطل وجهك كالبدر منيراً، وكان حديثك الأنيس سميراً، فكانت تعاليل ليلنا، على ضوء حديثك، حتى لقد:
مَضى اللَيلُ وَالفَضلُ الَّذي لَكَ لا يَمضي
وَرُؤياكَ أَحلى في العُيونِ مِنَ الغُمضِ
سَلامُ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ
تُخَصُّ بِهِ يا خَيرَ ماشٍ عَلى الأَرضِ
- مليكنا المفدى، «من جودهِ في كل فجّ وابلُ» وها نحن في كل مقال نجدد العهد، ونؤكد الولاء، ونقدم أرواحنا فداء «فمر وأومئ تطع».