بعد جولات من الجدل والتوقعات والشد والجذب حول إقامة بطولة الخليج في اليمن أو تأجيلها أو نقلها لبلد آخر.. بين مؤيد ومعارض وبينهما متحفظ.. ركد الرمي.. فقد انطلقت البطولة كأمر واقع وحقيقة على الأرض..

المباراة الافتتاحية أعطت انطباعاً مبدئياً مطمئناً ومريحاً.. حسب فعاليات اليوم الأول ومن خلال النقل التلفزيوني.. وإن كان برأيي لا خوف أمنياً على الدورة لسببين..

الاحترازات الأمنية الهائلة التي وفرتها الحكومة اليمنية..وثانياً لا أعتقد أن الجماعات المسلحة ستتهور وترتكب حماقة وعملاً عنيفاً يثير ضدها شعوب الخليج وحكوماته.. ما سيفاقم عزلتها وإقصاءها زيادة على الموقف المبدئي الرافض لأساليبها في استخدام العنف المسلح لتحقيق أهدافها..

وبالنسبة لمنتخبنا فبدايته مطمئنة وتبشر بالخير.. وأزال الكثير من التشاؤم حول قدرة المنتخب على الوقوف بندية للمنتخبات الأخرى عقب تجريده من معظم نجومه الكبار تحسباً لبطولة أمم آسيا.. ورغم الفوز العريض في مباراة الافتتاح فالمنتخب سيواجه اختبارين صعبين أمام منتخبي الكويت وقطر.. نرجو أن يتجاوزهما بنجاح ويعلن تأهله لنصف النهائي..

من تاريخ دورات الخليج

لم تنطبع دورة الخليج بطابع منتخب كالمنتخب الكويتي ولا أعتقد أن هناك لاعباً تتبادر صورته للأذهان إذا ذكرت الدورة أكثر من هداف الكويت الشهير جاسم يعقوب.. كبير هدافي دورات الخليج بـ18 هدفاً من ثلاث مشاركات فقط.. كسب المنتخب الكويتي كؤوسها الثلاثة.. وقد كان جاسم نموذجاً مثالياً للهداف الخطير في منطقة الجزاء بقدراته الهائلة على التهديف بالقدمين والرأس..

وباعتبار أن العناصر ذات النزعة الهجومية هي محط أنظار الجماهير فدورات الخليج قدمت الكثير من هؤلاء الأفذاذ.. نسرد بعضاً منهم مرتبين حسب أولوية ظهورهم في المشهد الخليجي بدءاً من دورة الخليج الثانية.. الغراب والصاروخ وحمد بوحمد وفتحي كميل وعلي كاظم وفلاح حسن ومنصور مفتاح وفيصل الدخيل وحسين سعيد وماجد عبدالله ويوسف الثنيان وهاني الضابط وأحمد راضي وسامي الجابر وبشار عبدالله وجاسم الهويدي وإسماعيل مطر وياسر القحطاني وعماد الحوسني وغيرهم من المهاجمين الأفذاذ..

من أمن العقوبة

أتمنى أن تمضي إدارة الهلال قدماً في تقديم بعض المواقع الإلكترونية للقضاء.. وأن يكون صحيحاً خبر ملاحقتها قانونياً.. لأن هذا هو السبيل الوحيد لكف هرطقات وشرور هذا المواقع البائسة..

والتهاون الهلالي في محاسبة هذه المصادر المضللة من مواقع إلكترونية وأقلام صحفية هو سبب رئيس في استمرارها في الكذب والدجل وقذف الاتهامات الكاذبة.. شعوراً منها أن لا أحد سيحاسبها..

وأتمنى أن تتغير سياسة الهلال القانونية في حماية سمعة النادي.. فلا نطلب بمطاردة واحد رقيع يطرح رأياً شخصياً ضد الهلال وإن كان رأياً سفيهاً وصفيقاً ووضيعاً.. ولكن نعني بأولئك الذين يمررون المعلومات الكاذبة والاتهامات الملفقة التي تدخل في الذمة والأخلاق والنزاهة..

في الهلال يتبنون أسلوب التسامح والصفح وغض النظر.. وهو مبدأ جميل مع من يقلع عن الخطأ ولا يكرره.. ولكن الصفح لن يكون مجدياً بل سيعتبر ضعفاً أمام أطراف تستمرئ وتذهب بعيداً في تجاوزاتها وغيها.. معتقدة أن موقف النادي أو الشخصيات المنتمية له وصفحهم ليس إلا ضعفاً وقلة حيلة..

ونذكر في الموسم المنصرم.. عندما تجاوز اثنان من المهرجين ممن يحسبون على الإعلاميين والكتاب على شخصية هلالية لفظياً وكتابياً.. وكانت الفرصة مواتية لسحب هذين الشخصين من أقدامهم إلى المحكمة حيث القذف ثبت رسمياً عليهم وموثق..

كاد المريب أن يقول خذوني

كان تأخر رد الفيفا في قضية الإحصائية المزعومة دليل واضح أن الفيفا كان في ورطة.. بعد أن اتضح من خلال موقعه العربي على (النت) أنه وقع ضحية خدعة ومكيدة.. فحاول يرقع هذه الفضيحة التي تورط بها بذكر عدة مصادر لهذه الإحصائية المغلوطة.. لتمييع الموضوع وخلط الأوراق.. بهدف التستر على المصدر الحقيقي لهذه المعلومات.. على طريقة حتى يضيع دمه بين القبائل..

فهل يعقل أن الفيفا يستقي معلوماته من (النت) كما زعم بخطابه.. وهو بخطاب يرسله من خلال «الفاكس» لاتحاد الكرة القدم في البلد المعني يحصل على أي معلومات يريدها.. دون أن يتكلف عناء البحث والاستقصاء..

وإذا كان يهم الفيفا بطولات الأندية كما يزعم فأين بطولات الأندية العربية الأخرى..؟ بل أين بطولات نادي مثل الشباب أو الأهلي السعوديان وهما يحتلان المرتبة الثالثة والرابعة في سلم البطولات السعودية!؟..

وهل هناك من يصدق أن الهلال ومن خلال موقعه يسقط نصف بطولاته ويهمش ألقاباً فاخرة مثل كأس المؤسس؟!.. ثم يزعم بخطابه أنهم ركزوا على الألقاب الرئيسة!!.. فهل كؤوس ولي العهد والمؤسس ألقاب هامشية.. وكيف حسبت كؤوس ولي العهد لأندية ولم يحسبها للهلال!!.. والكثير الكثير من الأخطاء الفضائحية..

فمضمون خطاب الفيفا وتبريراته.. هو عذر أقبح من ذنب.. وهو إدانة للفيفا أكثر منه براءة.. بسبب إهماله لموقعه العربي.. ومنح الفرصة لمجموعة من المتلاعبين للعبث به.. وليمتطيهم «مزور» مرر من خلالهم أكاذيبه وإحصائياته المغلوطة.. وإن كان يحسب للفيفا أنه صحح خطأه.. وأعاد تثبيت بطولات الهلال الخمسين..

صباحية الهلال

ما زال مشهد الحديث الباسم للأمير نواف بن فيصل مع المدرب السابق للهلال جيرتس خلال تتويج الهلال بلقب بطولة الدوري ماثلاً في الأذهان.. واتضح فيما بعد أن سموه كان يثني على جيرتس والنقلة التدريبية الجديدة التي قدمها خلال عمله في الهلال.. وتحديداً التدريبات الصباحية..

فقد أصبحت واقعاً وحقيقة بعد أن كان الحديث عن التدريبات الصباحية أشبه بالعبث أو الطرفة.. وينظر لها أنه شيء مستعصٍ وصعب.. حتى توجيهات وقرارات لجنة الاحتراف لم تنجح.. فلم تكن عقلية اللاعب السعودي متقبلة لفكرة القيام صباحاً لأداء التمارين الكروية.. حتى أن لاعباً شهيراً سخر من فكرة التدريبات الصباحية.. وبصم على استحالة قبولهم لها بقوله.. «ألا يا قايمين.. ما تركنا الدراسة إلا بسبب قومة الصبح»..

لكن الهلال مع المدرب جيرتس جعل من المحال واقعاً ومن الخيال حقيقة.. وأصبح الهلال النادي الأول سعودياً والوحيد الذي يطبق التمارين الصباحية عملياً وبشكل رسمي.. ورحب لاعبو الفريق بهذا التوقيت لأنه نظم أوقاتهم وحياتهم الاجتماعية والعائلية..

وألمحت بعض الأندية إلى أنها ستقتدي بالهلال وستقلده في تطبيق التدريبات الصباحية على لاعبيها.. وبالذات أندية العاصمة وهذا هو المفترض.. فكون ناد ما يقتدي بالهلال صاحب الأولوية والريادة فهذا ليس عيباً.. وحتما سيطبق في أندية المدن الساحلية إذا لم تصبح الرطوبة عائقاً..

ضربات حرة

- مدرب المنتخب بيسيرو.. عمل أكبر تمويه في تاريخ الكرة.. فقد دخل المعترك الخليجي بتشكيلة من اللاعبين مختلفة تماماً.. عن التشكيلة التي لعبت المباراة الإعدادية الأخيرة أمام غانا..

- يبدو أن لجنة الانضباط لن تتخذ قرارات تجاه حالات الخروج عن الروح الرياضية والسلوكيات المشينة في مباراة الأصفرين.. ترى هل هذه منهجية جديدة للجنة أم أنها مجاملة اعتادها الفريقان..

- وقع المحذور عندما غضت لجنة الانضباط عن ظاهرة إظهار النقود من جمهور الأهلي. فتبعهم جمهور نجران.. فمن الصعب أن تعاقب هؤلاء وهي لم تعاقب أولئك.. ورأي الأمير عبدالله بن مساعد هو الأنسب.. إصدار بيان يشدد على رفض هذه الظاهرة وأن اللجنة ستتخذ عقوبات ضدها من الآن فصاعداً.

- الفرصة التي أضاعها لاعب قطري قبل أيام بشكل غير معقول وشاهدها الملايين على موقع «اليوتيوب» لا أعتقد أن اللاعب سيندم عليها.. لأنها منحته شهرة لن ينالها لو بقي في الملاعب عشرين عاماً.

- عقب مباراة الاتحاد والنصر.. اتفق الرأي النصراوي الرسمي والإعلامي.. أنه «لا يوجد غير أصفر واحد وعالمي واحد»!!.. السؤال كيف لا يصبح الاتحاد عالمياً! وهو تأهل مباشرة من الملعب.. ولماذا لا يصبح الأهلي الإماراتي عالمياً والوحدة الإماراتي عالمياً والرجاء البيضاوي عالمياً والنجم التونسي عالمياً وأهلي مصر عالمياً وسباهان الإيراني عالمياً.. لماذا احتكار العالمية..؟ خلوا الناس تفرح.. وأزيدكم من الشعر بيت.. حتى الهلال عالمي لأنه أول فريق آسيوي يتأهل من الملعب.

- ما شاء الله الأندية العالمية عندنا صارت «كثر الرز» وصارت تقارع بكثرتها أندية أوروبا.