|
الجزيرة - عبدالكريم الشمالي :
المتتبع لتاريخ الإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية بتعمق يتضح له جليًا بصمة قيادي رائد وبارع في هذا المجال، وسيكتشف أن خلف تلك الإنجازات اهتمامًا خاصًا من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله ورعاه- منذ أن تولى إمارة المنطقة، حيث أعطى سموه هذا الجانب جلّ اهتمامه لإيمانه بأن الإدارة المحلية هي الأساس في بناء وتنمية المجتمعات المتقدمة.
كما أن سموه الكريم كان ومازال يؤكد أهمية وضرورة تفاعل المواطنين في بناء مجتمعاتهم المحلية.. ولتسليط بعض الضوء على هذا الجانب كان لنا جولة سريعة نتناول خلالها بعض الجوانب التي تؤكد تلك الاهتمامات من سموه التي مازالت في ذاكرة الكثيرين وأصبحت مصدرًا ومرجعًا للمهتمين والباحثين في الإدارة المحلية وستكون بداية جولتنا من خلال العدد الأول من صحيفة (الجزيرة) الصادر في 20 صفر 1384هـ.
ولإيمان سموه الكريم بأهمية الوقوف على واقع الحال والمتابعة الميدانية في الإدارة المحلية، فقد حرص سموه وما زال منذ أن تولى إمارة المنطقة على الزيارات والجولات الميدانية التي ما زال يتذكرها ويرويها الآباء للأبناء ولن أكون مبالغًا، بل إن الكثيرين من أبناء المنطقة حرصوا على اقتناء ما يذكرهم بتلك الزيارات التاريخية التي رواها الأبناء لأبنائهم، وكان لها الدور بفضل الله في تنمية ونمو المنطقة، حيث قام سموه الكريم بجولات وزيارات تاريخية انطلقت عام 1392هـ شملت آنذاك بلدان سدير والزلفي والوشم وبلدان الشعيب والمحمل والمزاحمية وضرماء وغيرها من البلدان آنذاك، التقى خلال تلك الجولات المشائخ والعلماء والأعيان ومسؤولي القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية، حيث وقف سموه عن قرب على احتياجات تلك البلدان التي أضحت بفضل المولى مدنا ومحافظات متكاملة الخدمات في سباق مع الزمن.
ولقد كانت تأكيدات سموه خلال تلك الزيارات للمسؤولين كما هي عادة سموه الكريم وديدنه الحرص على سرعة إنهاء قضايا المواطنين والابتعاد عن الروتين في التعاملات وتذليل كل ما يعترضهم، كما كان حريصًا كل الحرص على الاستماع لهم ومشاركتهم الفرحة بهذه الزيارات الميمونة من خلال العرضة السعودية.
ولقد كانت تلك الزيارات إحدى اللبنات لبناء مجتمع إداري محلي يواكب متطلبات العصر في الإدارة المحلية، حيث جاءت العديد من الخطوات المتتالية في هذا الجانب التي نحتاج في تناولها إلى سجلات ولكنني سأكتفي بذكر أبرزها في الوقت الحاضر وعلى المستوى التخطيطي والنظرة المستقبلية
منها (الهيئة العليا لتطوير الرياض) و(المخطط الإستراتيجي لمنطقة الرياض) واللذان أعطيا المنطقة بصفة عامة بعدًا تنمويًا وحضاريًا تفوقت به على مثيلاتها بين دول العالم مقارنة بعمر الزمن.
كما جاء مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية رافدًا مهمًا من روافد تلك التنمية على مستوى الإدارة المحلية ومعلمًا حضاريًا ينهل منه العاملون في الإدارة المحلية من محافظين ورؤساء مراكز وأعضاء مجالس بلدية وغيرهم من العاملين في هذا المجال أحدث ما توصلت إليه علوم الإدارة المحلية.