حمدُ الإلهِ لبدء الشعرِ تبيانُ

والشكر مني لرب الناس عِرفانُ

ثُمّ الصلاة على المختار سيدنا

محمدٍ حوضُه المورودُ ملآنُ

غنّى الحمامُ على الأغصانِ في طربٍ

واستُعذِبَت من صفيرِ الطير ألحانُ

واخْضرّتِ الأرضُ بالإنباتِ مربِعةً

وزانها من زهورِ العشبِ أفنانُ

والشعرُ جاء بديعاً في تسلسُلِه

قد جمَّلته بفنِّ القولِ تيجانُ

واستبشر الشعبُ بالأخبار مبهجةً

ما من سعوديٍّ إلا وهْو فرحانُ

الكلُّ صار سعيداً بعد ما علموا

أنّ البلادَ أتاها اليومَ سلطانُ

مِن رحلةٍ لعلاجٍ نستطِبُّ به

فيه الشفاءُ بإذن اللهِ ألوانُ

تكللت بنجاحٍ مشرقٍ أملا

من فضل ربي له في اللطْفِ ميزانُ

حمداً وشكراً لربِّ الخلقِ نرفعه

شفى الأميرَ وعاد الآن سلطانُ

هذا الأميرُ كثيرُ البذلِ ذو كرمٍ

أهل السخاء لبيتِ الجود بنيانُ

يعطي العطاء لوجه الله يفعلُه

يزيد في البذل لا يأتيه نقصانُ

مسارِعٌ في مجال الخير مستبِقٌ

سلطانُ خيرٍ وبالخيراتِ سلطانُ

كريمُ أيدٍ ومِعْطاءٌ وذو جزلٍ

كثيرُ عفوٍ لمن عزُّوا ومَن هانوا

يعيشُ مُحْتَاجُنَا في ظِلِّه سَعِدٌ

نعيمُ حالٍ له ريفٌ وشُطْآنُ

هذا الهِزَبْرُ زعيمُ المجد مشتهر

نسلُ الضياغم للميدان فرسانُ

قادَ الجيوشَ بعونِ اللهِ مُدَّرِعاً

يحمي الذمارَ، لأجل السلم معوانُ

سليلُ قومٍ كرامٍ في الورى نُجُب

آلُ السعودِ لنا في صِيتهم شانُ

نبعُ الوفاءِ وأهلُ الفضلِ مفخرةٌ

ساسوا العباد بشرع الله شجعانُ

يا سيدي فُزتَ بالأمجادِ أجمعِها

عزٍّ وجودٍ سما في الكل إحسانُ

لمَّا رأيتم بإفريقِيَّةَ امرأةً

تستخرجُ النملَ في أمرٍ له شانُ

قمتم بإرسالِ وفدٍ يقتفي أثراً

حتى تأكَّدَ مما قيلَ حِرمانُ

أغنى بكم ربُّكم من فضله بلداً

حياتُه قبلَكم والموتُ سِيَّانُ

يرجو نوالَكمُ في الناسِ منكسرٌ

فقيرُ حالٍ ومكروبٌ وهيمانُ

كذا يتيمٌ ومسكينٌ وأرملة

وذو عيالٍ شديدُ الجوعِ ظمآنُ

حتَّى المَدِينَ تَجَلَّى بَعد غَيْبَتِه

ونالَه مِن عظيمِ الجودِ إحسانُ

مَن للثكالى يعيدُ اليومَ بسمتَها

إلا هُمامٌ رحيمُ القلبِ إنسانُ

إن كان للبِرِّ والإحسانِ مِن رجُلٍ

فهْو الأميرُ رفيعُ القدرِ سلطانُ

هذي المعاني أتتكم تنتشي فرحاً

لأنها باسمكم يا خيرُ تزدانُ

إن كان يسبقُ بالخيراتِ من أحدٍ

فأنت يا سيدي للخير عُنوانُ

والحمد لله حمداً خالصاً مددا

شفى الأمير وعاد الآن سلطانُ

هذا وصلُّوا على المختارِ سيِّدِنا

محمدٍ هديُه المحفوظُ قُرآنُ