كم هو رائع أن يبادر عدد كبير من الأدباء إلى كشف النقاب عن مواقف رائعة لفقيد الوطن والثقافة الدكتور محمد عبده يماني الذي انتقل إلى رحمة الله. وكنت أتصور أنّ في نشر تلك الحكايات فيه إشاعة للمواقف الإيجابية في هذا الوقت بالذات وإشادة بما قدمه الفقيد في حياته المبدعة من خدمات لا تنسى له. وقد تذكرت موقفا رائعاً للفقيد لن أنساه له حين تدخل في موقف أسيء به إلي فكان تدخله أعاد الحق إلى نصابه فقبل ربع قرن تقريبا تقدمت إلى وزارة الإعلام بطلب ترخيص إلى إحدى رواياتي، وقد أخذت عليها إجازة نظامية فبادرت بطباعتها في بيروت ثم بعد أن أعيدت الرواية مطبوعة فوجئت برفض توزيعها بينما كنت قد اقترضت تكاليفها. فنُصحت أن أمامي الدكتور يماني فهو لن يرضى بمثل هذا الوضع السلبي من المطبوعات. وقد تقدمت بشكوى لمعالي الفقيد فما كان منه إلا أن عرض الموضوع على مجلس الوزراء من أجل تعويضي عن خسارة الطباعة وقد استصدر قراراً بذلك فكان بذلك فكان أن جعل الجرح يلتئم ولم أكتب عن هذا الموقف حتى لا أحرجه ولكن الحق لا يخفى فشكراً لمعالي الفقيد، وأرجو أن تكتب له هذه الواقعة في ميزان مواقفه الخيرة الإيجابية رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.