في مقاله الذي كتبه في صحيفة الجزيرة وفي عددها 13915 الصادر يوم الأربعاء 26 ذو القعدة 1431ه وتحت عنوان (سكان بلا مساكن) تطرق الدكتور جاسر الحربش إلى قضية السكن بالبلاد وبشكل عام مطالباً قيام الدولة بتوفير المسكن لكل مواطن ما دامت الظروف الاقتصادية مما يساعد على تحقيق مثل ذلك أو هكذا فيما قد يراه، وكم تمنيت على الدكتور -حفظه الله- لو حصر الرأي فيما يجب أن تكون له الأولوية سيما وظروف السكن وأزمته الراهنة مما تعاني منه فئة هي الأولى بالرعاية والعناية وهم فئة الشباب ممن تخرجوا من المعاهد والجامعات وتمكنوا من الالتحاق بالوظائف بالقطاعين العام والخاص وهؤلاء منهم المتزوجين والذين هم على أبواب الزواج وتكوين الأسر وبالتالي فإن حاجتهم للسكن أكثر من ملحة في ظل ظروف ما هو قائم من شح في السكن وغلاء في إيجاره الذي يتجاوز خلال العام الواحد دخل أحد الموظفين لعام كامل مما لا يستطيعون معه الاستئجار بسبب ارتفاع أسعار المساكن ناهيك عما يزيد على المائة ألف طالب ممن يتلقون تعليمهم في الخارج وهم في الطريق إلى العودة للوطن، وسعي الدولة حثيث لإيجاد فرص العمل لهم وبالتالي سيواجهون كغيرهم ممن سبقوهم مشكلة السكن ولهذا فمن الواجب إعطاء الأولوية لهذه الفئة (فئة الشباب) إذ لا بد من حل يبعد شبح هذه الأزمة ومثل هذا الحل لن يتأتى بغير اللجوء إلى إجراء جديد كأن تقوم الدولة - رعاها الله - بإنشاء مشروع جديد يمكن تسميته بالإسكان التأجيري ويكون عبارة عن مباني لوحدات من الشقق لا يتجاوز المبنى ثلاثة أدوار ويمكن إقامة مثل هذه المباني على تلك الأراضي غير المستثمرة داخل المدن وأقول المدن لأن غالبية الشباب سيعملون في القطاعين العام والخاص داخل المدن، وأن يراعى في مثل هذا المشروع سرعة التنفيذ والتسليم وفق شروط تحصر الاستفادة منه في هؤلاء الشباب المتزوجين منهم ومن هم على أبواب الزواج ليبقى ساكن تلك الوحدة السكنية أو الشقة شاغلاً له لحين تملكه منزل العمل بالتملك من الدولة وفق مشاريعها التي تسير بلا توقف مثل قروض صندوق التنمية العقارية الذي حوّل القرى إلى مدن والهجر إلى قرى نموذجية ودوره في إعمار المدن مما لا يخفى على الجميع، كما لا يفوتنا الإشارة إلى تلك المشاريع الكبيرة التي تقوم بها هيئة الإسكان وعلى غرار ما قامت به وزارة الأشغال العامة والإسكان من مشاريع عملاقة.
إن الإسكان شأن لا مجال لتوقفه وبالتالي فسيكون من حق كل مواطن الحصول على السكن وتبقى مضاعفة الجهود وتكثيف المشاريع والحث على سرعة إنجازها، ولا يفوتني أن أشكر سعادة الدكتور الحربش على غيرته ووطنيته وسيأتي اليوم الذي تتحقق فيه الآمال والأماني بمشيئة الله ما دام أن هناك مثل هذا السعي الحثيث وتحري سبل رفعة شأن الوطن والمواطن والمتمثل فيما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين من رعاية وعناية لا تعرفان التوقف.
عبدالرحمن الشلفان - A-n-alshalfan@hotmail.com