إعداد: عبد المحسن المطيري

لطالما كان الممثل بن آفليك يعاني كثيراً حتى يجد قبولاً شعبياً لدى الجمهور والنقاد داخل الولايات المتحدة وخارجها، ومع فيلمه الأخير البلدة استطاع اكتساب التعاطف الذي افتقده منذ أن بدأ مسيرته التمثيلية ثم الإخرجية بعد ذلك بسنوات. يقدم بن آفليك هذا العام تجربة إخراجية تستحق المشاهدة لفيلم جريمة وإثارة من بطولة بن افليك نفسه، مع الممثل الصاعد جيريمي رينر، بالإضافة الى ريبيكا هول. يستعرض الفيلم قصة كليشيه هوليودية كلاسيكية عن مجموعة من أبناء حي من طبقة متوسطة متخصصين في السرقات الأمر الذي جعل شرطة المدينة تسلط عليهم الأضواء وتراقبهم بشكل مكثف.

دوغ وجيمس صديقا الطفولة هما نموذج القصة وشخصياتها الرئيسة، حيث نلاحظ قوة في الحضور وتغيرات الأحداث الدراماتيكية بناء على تصرفاتهما، يحاول جيمس أن يثني دوغ من قراره الأخير والذي من الممكن أن يكشف أحد أسرار خططهما للشرة بسبب تورط دوغ بالعلاقة مع فتاة مشتبه بأنها كانت تعلم عن أحدى سرقاتهما الكبرى.

وتتصاعد الأحداث بشكل معقد بسبب حرص جيمس على تكوين عصابة تجمعه مع أصدقاء الطفولة الأمر الذي يرفضه دوغ تماماً مما يصعد التوتر بينهما ويجعل الأمور تتعقد بعض الشيء. الشرطة من جانبها تحاول أن تلقي القبض على جيمس ودوغ وهما متلبسان حتى تضمن بقائهما في السجن فترة طويلة.ومن الجانب الآخر نجد أن هناك بوادر أزمة بين دوغ وأحد كبار رجالات المافيا الإيرلندية المقيمين في نفس الحي الذي يقيم فيه دوغ مما يزيد القلق والهم في حياته ويجعله يفكر جدياً في الهرب من المدينة بشكل نهائي.

وفي الفيلم بناء عظيم للشخصيات ونص مثالي للتعامل مع السلطة التنفيذية المتمثلة في الشرطة بالإضافة لتنفيذ أكثر من جيد لمشاهد الإثارة والأكثر، الحبكة في السيناريو كانت رائعة والأكثر تكاملاً في الفيلم هو الأداءات بحيث نجد لأول مرة أداء نستطيع وصفه بالممتاز للممثل بن آفليك ولكن لا يصل حتى للأداء الجبار الذي قدمه الممثل القادم بقوة جيريمي رينر وهو الذي قدم بطولة فيلم «هارت لوكر» الفائز بأفضل فيلم بأكاديمية الأوسكار العام الماضي.

ومن المحتمل أن يتم ترشيح الممثل جيريمي رينر لفئات أفضل ممثل مساعد «ثانوي» عن هذا العام 2010، بل أن فيلم «البلدة The «حتماً سيكون له كلمته في موسم الجوائز بعد شهر من الآن حيث لا مناص من ترشيح الفيلم لفئات أفضل نص وأفضل ممثل مساعد بالإضافة لنسبة ترشيحة المحتملة لجائزة أفضل فيلم.