|
منذ أن قدم هيتشكوك طعنته الشهيرة في فيلم «المختل Psycho» ومن خلال قرش سبيلبيرغ المرعب في فيلم «قرش Jaws» ومن خلال أحد أشهر أفلام الرعب في التاريخ وهي «The Exorcist طارد الأرواح» و»The Shining الإشعاع» بدأت أفلام الرعب تكتسب شعبية جارفة لدى الجمهور في الولايات المتحدة وخارجها، بل تكاد تنافس أفلام الآكشن والأثارة والتي لا يمكن أن تزاحمها نوعية أخرى خصوصاً في فترة عطلة الصيف من كل عام. في السنوات الأخيرة بدأت أفلام الرعب تخسر الكثير من شعبيتها التي أكتسبتها من عقد الستينيات من القرن الماضي، ومع تصرفات بعض
الاستديوهات غير الحكيمة فعلاً لم تسترد بعض الأفلام حتى نصف الميزانية المخصصة لها خصوصاً مع التخبطات المستمرة التي أصبحت تتمركز حول نفس الأخطاء التي يحذر الكثير منها، وهي الإعادات لأفلام مرعبة سابقة أو صناعة فيلم بأجزاء متعددة أو الجزء الأخطر وهو التركيز على المراهقين بتقديم نماذج وقصص سخيفة تمثلت في زفلام «توالايت» والتي نالت أرباحاً جيدة ولكن بدأت تفتقد شعبيتها مؤخراً، الأمر الذي جعل الكثير من المنتجين في هوليود يفكرون بشكل مختلف مما جعل الإنتاج لأفلام الرعب هذا العام مختلفة بعض الشيء حتى وأن تزامنت مع الأخطاء السابقة، بحيث نجد أن هناك تبنياً لسينما الرعب الطليعية حيث تم اعتماد فيلم «نشاط غريب Paranormal Activity» بجزء ثان يحمل نفس الثمية والقيمة للفيلم الأول محبي أفلام الرعب كانوا مع موعد مع واحد من أفضل أفلام الرعب التي انتجت العام الماضي وهو فيلم ”خوراق غريبة” Paranormal Activity العمل بجزئه الثاني يستعرض تصوير بكاميرا فيديو منزلية نشاطات غريبة تتعرض لها إحدى العائلات في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفونيا جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو متوقع كان العرض الدعائي للجزء الثاني مماثلاً للجزء الأول بأسلوب تجريبي مشوق حيث يستعرض فيه منتجين الفيلم ردة فعل الجمهور اثناء عرض الفيلم في مدينة لوس انجلوس، تم عرض الفيلم شهر اكتوبر الماضي، يذكر ان الفيلم الاول حقق ارباحاً قاربت 200 مليون دولار رغم ان ميزانيته لم تتجاوز 15 الف دولار امريكي، فيلم «دعني ادخل Let Me In» رغم أنه مقتبس من الفيلم السويدي الناجح قبل سنتين «دع الشخص المثالي يدخل Let the Right One In « لكن جاء بأسلوب مختلف وشخصية جديدة سواء على مستوى التنفيذ الفني او على مستوى النص والشخصيات، واطلق مؤلف الروايات المرعبة الشهير ستيفن كينج تصريحاً حول فيلم Let Me In معتبراً الفيلم افضل افلام الرعب التي انتجت في السنوات العشرين الماضية في الولايات المتحدة ، واشاد الكاتب ايضاً بالعمل الأصلي السويدي Let The Right One In مؤكدا ان كل منهما يحمل جمالية واسلوباًَ مختلفاً عن الآخر، فيما اعتبر ستيفن في تصريحه الذي نشره موقع awardsdaily ان نتائج الفيلم في شباك التذاكر تعتبر مخيبة للآمال معرباً عن أمله في تحقيق الفيلم نتائج افضل في الايام القادمة لان الجمهور يجب ان يعي الفرق بين الافلام المرعبة الرخيصة والافلام المتماسكة مثل نوعية هذا الفيلم. فيما تعتبر الثيمات الجديدة والأساليب المتنوعة من جعلت جمهور أفلام الرعب يعود من جديد لصالات السينما رغم أن أفلام الرعب لم تصل حتى لنصف الأرباح التي تجنيها أفلام الأكشن والإثارة والمغامرات وقد يبدو للتنصيف سبباً آخر يجعلها في مراكز الوسط في تحقيق الأرباح لأنها بالعادة تصنف R وهو التنصيف الذي لا يسمح لمن هم دون سن الثامنة عشرة بالدخول لوحدهم لمشاهدة
الفيلم، فيما نجد غالبية أفلام الإثارة والآكشن يتم تصنيفها PG13 الأمر الذي يجعلها تكسب الأعمار ما بين 13 الى 18 سنة وهي غالبية رواد السينما في العالم مما يجعلها متسيدة للارباح طوال العشرين السنة الماضية.