بدأ الحجاج رحلة العودة إلى أوطانهم، بعد أدائهم مناسك الحج بأمن ويسر. وقد أعلن - أمير منطقة مكة المكرمة - خالد الفيصل، عن نجاح موسم حج هذا العام، وذلك من خلال التسهيلات التي قدمتها الدولة من خدمات؛ لأداء هذه الفريضة. - ولا شك - أن استقبال هذا الكم الهائل من الحجاج، والذي وصل إلى ما يقارب ثلاثة ملايين حاج، واجتماعهم في منطقة جغرافية ضيقة - أياماً معدودة -، يتطلب جهوداً كبيرة.
إن رعاية المملكة لخدمة الحجاج، محط أنظار القيادة السعودية. تتمثل عن طريق أعلى الجهات الرسمية،- بدأ - بملك البلاد، الذي يتواجد في منى أيام الحج؛ ليتابع سير خدمات الدولة للحجاج، والالتقاء بكبار وفود الحجاج، ورؤساء البعثات. ومرورا بقطاعات الدولة المختلفة؛ لخدمة ضيوف الرحمن، وما يلقاه الحاج من رعاية شاملة، واهتمام بالغ منذ وصوله، وحتى مغادرته، - سواء - في المنافذ الجوية، أو البرية، أو البحرية، وانتهاء بالمواطن الذي يسعى لراحة الحاج، والوقوف على احتياجاته.
في كل عام، تفاجئ المملكة الحجاج بمفاجآت سارة، من خلال : تقديم المزيد من المشاريع الجبارة. ففي الأعوام الماضية، تم توسعة مساحة أحواض الرمي، وتعديل أشكالها بشكل بيضاوي، وبطول أربعين مترا، لما يحصل فيه من زحام شديد؛ لضيق دائرة المرمى القديم، وتيسيرا ورفعا للحرج. وفي العام الماضي، تم توسعة جسر الجمرات إلى أربعة أدوار؛ ليوفر طاقة استيعابية لخمسة ملايين حاج، ويقومون بتأدية الرجم بشكل آمن ومريح. - إضافة - إلى توسعة الساحات المحيطة بالجسر؛ من أجل تجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد، مما أدى إلى تحسن انسيابية الحركة، وزيادة الطاقة الاستيعابية عند الرمي. وفي هذا العام، دخلت خدمات الحج مرحلة جديدة، بآليات ورؤية مستقبلية متطورة، مرتبطة بالمشاعر المقدسة، وتسير بحركة ترددية آلية من دون سائق، وقدرة استيعابية عالية تصل إلى مئة ألف حاج في الساعة؛ ليقطع الحجاج تلك المسافات، في ظرف دقائق معدودة.
حدثني من حج هذا العام، أن الخطط الأمنية حققت هدفها المنشود، من منع الافتراش، والتحكم في حركة المشاة بانسيابية، وسيرهم في اتجاه واحد. ووضع نقاط حمراء تمت تغطيتها بالقوة الأمنية، وكيف أن رجال الأمن منتشرون في مختلف المناطق. - إضافة - إلى زيادة أعداد كاميرات المراقبة، حتى بلغ عددها « 2078 « كاميرا؛ من أجل اتخاذ القرار المناسب عن حجم التدفق البشري، والتحكم في توجيه حركة الحجاج في الطرقات والمسارات.
وللمضي قدما في تحقيق أفضل الخدمات في مواسم الحج القادمة، بما يتناسب مع أساليب العصر، وفي أرقى المستويات، والتأكيد على حجم الرعاية التي ينالها الحاج. فقد كشف سمو النائب الثاني - الأمير - نايف بن عبد العزيز، عن مستقبل مكة الزاهر، والذي ينتظرها خلال الست إلى الثماني سنوات المقبلة، وبتكلفة لا تقل عن « 22» مليار ريال. مؤكداً على: ( أننا - إن شاء الله - سنجد مكة المكرمة، بعد هذه السنوات القليلة في عمر الزمن، بمستوى يليق بها، ويليق بالقادمين إليها حجاجا، أو معتمرين).
لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، فالنجاح لا يأتي من العدم. ولا يكون الكمال في عمل البشر، إلا أن المؤكد: أن الطريق الصحيح يحتاج إلى خارطة، والخارطة تأتي بالطموح الذي هو نتاج عمل دؤوب، وجهد جبار، وإرادة صادقة. والنجاحات التي شهدها مواسم الحج - عاما بعد عام -، هو أكبر برهان على إنجازات، تجير للدولة السعودية - حكومة وشعباً -.