لأن خلفيتي العلمية تشمل الفنون القديمة (قبل الإسلام) إضافة إلى الفن الحديث والمعاصر، أحببت استغلال وجودي في (كيمبرج، ماساشوستس، الولايات المتحدة) للاطلاع بشكل أكاديمي على الفن الإسلامي من خلال حضور محاضرات متخصصة في كل من جامعة هارفرد مع أستاذ كرسي الوليد بن طلال لتاريخ الفن الاسلامي أ.د دايفيد روكسبورغ، وفي معهد ماسوشوستس للعلوم والتقنية (MIT) مع أستاذ كرسي أغا خان لتاريخ الفن والعمارة الإسلامية أ.د ناصر الرباط، بينما أقوم ببحثي في قسم تاريخ الفن في كلية الفنون والعلوم ضمن برنامج أغا خان للفن الاسلامي في هارفرد تحت إشراف أستاذة الكرسي أ.د قولرو نيكيبوقلو، حيث أقضي فترة بحثي ضمن برنامج فولبرايت.
وخلال تلك المحاضرات أو غيرها من العروض والورش والمحاضرات العامة الأخرى التي تقام في أماكن مختلفة في كيمبرج أو بوسطن المجاورة، مثل متحف ساكلر (أحد متاحف جامعة هارفرد) أو متحف بوسطن للفنون (أحد أهم المتاحف الأمريكية للفنون).
رأيت الفن الإسلامي من جانب جديد لم أكن لأراه سابقا حين كنت أقرأ عنه في كتاب غالبا ما يكون باللونين الأسود والأبيض، رأيته وقد ارتبطت عناصره بثقافة البلد التي ينمو فيها ثم يقوم بإعادة تشكيل تلك العناصر مع التركيز على عناصر ورموز متشابهة في أقطار أخرى كانت محصلتها تمييز للثقافة والحضارة الإسلامية، فبدأت نظرتي نحو هذا الفن تتغير..
كنت أحسبه جامدا جميلا ولكن جماله مؤطر بجمودية أشكاله الهندسية، ولكنه أضحى ملونا وحركيا بشكل إيقاعي مختلف عن ذلك الإيقاع الرتيب الذي ظل في مخيلتي طويلا، وتذكرت إحدى محاضرات مادة الفن الإسلامي حين كنت أدرسه في مرحلة البكالوريوس في قسم التربية الفنية (كليات البنات سابقا) جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حاليا، كانت أستاذة المادة (غير المتخصصة) تقرأ لنا من كتاب الفن الإسلامي للدكتور صلاح الألفي (وهو ليس أفضل مرجع من وجهة نظري) ومرت خلال قراءتها على كلمة «المقرنصات»، والتي رددتها، فسألتها عن المعنى، لكنها ترددت دقيقة ثم قالت..
لا أعلم!.
وهذا بالطبع يعطيكم صورة أو يعطيني سبب لعزوفي عن هذا الجانب من تاريخ الفن سابقا، وبالطبع لا يقع اللوم على أستاذة المادة التي لم تتجهز لمحاضرتها بقدر ما يقع على من يقوم بتكليف غير متخصص لتدريس مادة مهمة مثل هذه!.
وللحديث بقية الأسبوع القادم.