دأبت قيادة هذا الكيان الكبير منذ توحيده على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رفع الله درجته في عليين - على حمل هموم الأمتين العربية والإسلامية، وبذلت جهوداً متواصلة بهدف جمع الأمة على كلمة سواء وتوحيد صفها وإنهاء الخلاف والفرقة بين أبنائها، وسيدوّن التاريخ البشري لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بعونه وتوفيقه - مبادراته ودعواته لرأب الصدع ورعاية شجرة الوفاق العربي والإسلامي بين أطياف وأنسجة تلك المجتمعات إيماناً منه - رعاه الله - بالدور الكبير والمؤثر الذي تضطلع به هذه البلاد لكونها رائدة للأمة العربية والقلب النابض للعالم الإسلامي بأسره. وتأتي المبادرة الأخيرة لجمع شمل الإخوة العراقيين وذلك بدعوتهم للاجتماع في العاصمة الرياض وبرعاية الجامعة العربية دليل واضح وبرهان ساطع على ذلك الدور الريادي الكبير لبلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية والرامي إلى إعادة مجد الأمة وبناء وحدتها وربطها بحضارتها التي سادت العالم لقرون طويلة، فتلك المبادرة السامية في أهدافها والإنسانية في منطلقاتها، لقيت ترحيباً واسع النطاق عربياً وإسلامياً وإقليمياً ودولياً، لمعرفة قادة العالم بحنكة وحكمة وبعد نظر راعي المبادرة والقائم على رعايتها والساعي إلى ترجمتها على أرض الواقع، وهي ليست الأولى بل امتداد لمبادرات ومواقف جنى الجميع ثمارها وتفيأت المجتمعات ظلالها..

حفظكم الله سيدي ورعاكم وسدد على دورب الخير خطاكم وأعانكم على نفع أمتكم العربية والإسلامية إنه سميع مجيب.