إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن تبدأ إدارة المرور بدولتنا حفظها الله ورعاها من كل سوء نظاماً مرورياً عالمياً جديداً يعتمد على استخدام النظم الإلكترونية لتغطية المدن الرئيسية وتحقيق الانسيابية المرورية آلياً عن طريق التحكم في الإشارات الضوئية المرورية معتمداً على رصد حي لأعداد المركبات في كافة الاتجاهات لكل تقاطع من خلال مراكز للقيادة والسيطرة تربط إدارة النظم داخل مشروع عملاق تحت مسمى (ساهر المروري).

نظام ساهر المروري الجديد استخدمت فيه المملكة أحدث الأساليب التقنية المعمول بها في بلاد العالم المتقدم بداية من أسس تركيب النظام في مداخل المدن ومخارجها بهدف التعرف على المركبات للأغراض الإحصائية والمركبات المطلوبة مرورياً أو المسروقة من خلال لوحات هذه المركبات، ثم نظام البث الحي، الذي يوجه قائد المركبة إلى تجنب الاختناقات المرورية على الطرق، وكذلك المراقبة الحية للحركة المرورية على الطرق الرئيسية، وانتهاء بشبكة من الكاميرات المتطورة والرادارات الثابتة والمتحركة بهدف رصد وضبط المخالفات المرورية آلياً بدون أي تدخل بشري، خاصة السرعة التي أودت بحياة العديد من البشر وكذلك أيضاً إشعار المخالفين يتم بشكل آلي أيضاً.

المخالفات المرورية في نظام ساهر تصل إلى مركز معالجة المخالفات، ويتم الحصول على معلومات مالك المركبة من قاعدة البيانات الوطنية، ثم يتم إصدار المخالفة وسدادها من خلال نظام سداد لدى البنوك المحلية الهدف الأساسي لنظام ساهر المروري تحسين مستوى السلامة المرورية، وتوظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة، مع رفع كفاءة شبكة الطرق الموجودة بالمملكة وتدعيم الأمن العام، والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية.

الحقيقة أن نظام ساهر المروري ليس نظاماً مرورياً إلكترونياً فحسب إلا أنه نقلة حضارية هائلة في المملكة العربية السعودية، فالسيولة المرورية ويسر حركة المواطن والمقيم بشكل آمن داخل حدود الدولة، باتت أهم الأولويات الحياتية في كل دول العالم، وأصبحت مطلبا حيويا وضروريا لعدد من دول الوطن العربي.

الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة أعلن منذ فترة عن البدء في تطبيق نظام ساهر المروري في مدينتي مكة المكرمة وجدة وأكد أن (ساهر) نظام أساسي في نشر ثقافة احترام النظام، والمملكة أحوج إلى تطبيق ونشر ثقافة احترام النظام لتكون في مصاف المجتمعات الراقية في العالم، معبراً عن تهنئته لأجهزة المرور في المملكة على هذه الخطوة العظيمة، نظراً لمدلولها الكبير على المستوى الحضاري سواء للنظام أو للإنسان في هذا البلد الطيب.

(ساهر) عامل أساسي في نشر ثقافة احترام النظام بطريقة حازمة وحاسمة، خاصة بعد النجاح الهائل الذي حققه المشروع في مدينة الرياض ودوره في تقليل حوادث الطرق وإقناع السائق المتهور ومرتكب المخالفات بضرورة الالتزام بالنظام المروري.

الحقيقة إن نظام ساهر المروري انطلاقة حقيقية لكيان مروري عملاق بالمملكة العربية السعودية وإنجاز حقيقي هادف يستحق الاحترام والتقدير ويوضع في ميزان حسنات القيادة الحكيمة في المملكة تلك الأرض الطيبة، التي حماها الله تبارك عزَّ وجلَّ ورفع من شأنها بين مختلف الأمم والشعوب وحفظ أمنها واستقرارها على مدى التاريخ.

وفي الأخير أمام هذه النجاحات المتوالية بإدارة المرور.. أهمس في أذن القيادة المرورية بضرورة أن يكون ساهر نظام وقاية والوقاية خير من العلاج وعلى القائمين عليه مراجعة الحملة الإعلامية التوعوية التي واكبت تدشين هذا النظام وإعادة تقييمها ومعالجة السلبيات والأخطاء فيه خاصة اللوحات الإرشادية المتناثرة في الطرقات ليتواكب مع الآمال المعقودة على هذا النظام ويتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة.. وباختصار يجب أن يستشعر المواطن والمقيم بهذه الأرض الطاهرة أن نظام ساهر المروري وضع لحمايته وساهراً على أمنه.

- وزارة الداخلية -