سمعنا عن الغش في الامتحانات والغش في التجارة والغش ممن تحسبهم أصدقاء أيضاً، ولكن ما لم نسمع به هذه الأيام هو الغش الرياضي. هذا الميدان الطاهر، والنظيف طيلة عمره الطويل جدا، أصبح هذه الأيام ميداناً ملوثاً بالغش والخداع خداع النفس قبل خداع الآخرين فلم تعد الرياضة هي الصدق، والحقيقة والتميز البشري مجرد تطلعات نزيهة ومجردة لبني البشر، بل صارت أهدافاً مستهدفة من أجل التفوق الكاذب لصيد الأموال والحصول عليها من اليمين والشمال باسم التعاقدات والتزييف باسم النوادي واللاعبين ومكاتب السمسرة، ولا مانع لدى هذه الفئة والنوعية من البشر من الضحك ولو على حساب سمعتها وسمعة لاعبيها فلقد ظهر في هذا الزمان فئة من السماسرة العالميين، وكأنهم تلاميذ شمشون الجبار الذي هدم المعبد برأسه بسبب محبوبته (دليله)، ولكن تلاميذ عصرنا هذا اليوم يهدمون الفضيلة نفسها ويمجدون الأكاذيب والخداع لأنهم في حقيقة الأمر (أمرهم هم لا أبطال ولا حتى نصف أبطال)! وقد فقدوا مصداقيتهم تماماً بعد أن انكشف كل المستور واتضحت أوراق التزييف، وكنا نظن أن اللاعبين من الكتلة البرازيلية التي تدور في الفلك البرازيلي لاعبون شرفاء، ويمارسون الرياضة من مبدأ القدوة الحسنة، وحب الصدق ليس إلا، ولكن ثبت أنهم كلهم في الهوى سواء عندما يحصل الواحد منهم أو مندوبيهم على مكافأته وامتيازات لم تكن مسموحة من قبل، وفي مقدمة هؤلاء طبعاً (مكاتب السماسرة) عندما تلمع أمام أعينها العملات الصعبة.
ناصر عبدالله العمار