يبدو أن خطر الإرهاب، الذي يمارسه تنظيم القاعدة في اليمن كبير، وهو ملف شائك وغامض؛ فالقاعدة تخطط؛ لضرب السعودية من هناك، وهي المشكلة التي تواجهها السعودية، - لاسيما - مع تزايد التهديدات الأخيرة.
فقد رصدت الأجهزة الأمنية السعودية، أنشطة يقوم بها تنظيم القاعدة، على الشريط الحدودي للسعودية مع اليمن، والتي تمتد إلى «1500 « كم2.
وهذا ما جعل - سمو الأمير - تركي الفيصل، يطلق تحذيراته - قبل أيام -، ويقف عند محطة مهمة، يجب التركيز عليها، بناء على تقارير رصدت وضع خطر القاعدة في الحدود مع اليمن، حيث قال في محاضرة ألقاها في - جامعة - كامبريدج الأمريكية، إن: «هناك حالة تفسخ في اليمن، سببها التمرد في الشمال، والحركة الانفصالية في الجنوب، ما سمح للقاعدة بالعمل، واكتساب القوة». وأضاف: «الإرهاب ينبع من اليمن، وينتقل إلى المملكة. كما تتدفق أعداد من اللاجئين إلى السعودية، عبر الحدود بسبب التوترات في اليمن».
إذا كنا نتحدث - اليوم - عن ظاهرة الإرهاب في اليمن، الذي أصبح عدوا لدودا. فكانت ولا زالت ظاهرة خطيرة، تقلق أمن الوطن والمواطن، وتهدد استقرارهما. فإن ما يخشاه العقلاء أن يصبح اليمن ورقة في يد الجماعات الإرهابية، تهدد أمنه واستقراره. - خاصة - وأن هناك أكثر من «1200» عضوا، يختبئون في اليمن، حسب تقديرات الحكومة اليمنية. مما يزيد من زعزعة الاستقرار في اليمن، ويدفعها إلى متاهات غير محسوبة الأبعاد والتوقعات. إن استقرار اليمن في خطر، والتحديات منه تزداد مع مرور الأيام. فهو من أشد الدول العربية فقرا، ونصف سكانه يعيشون تحت خط الفقر. حيث يعاني المواطن من الدخل القليل جدا، مقارنة بالاستهلاك الفردي، فمعدل دخله، هو «930» دولار في السنة. هذه الحالة من الفقر، أوصلت اليمن إلى المرتبة «11» ضمن الدول التي يعاني مواطنوها من سوء التغذية. كما يعاني اليمن من انفجار سكاني رهيب، - إضافة - إلى أن عائداته النفطية تتناقص باطّراد، وثروته المائية تستنزف بشكل سريع. إن الرسالة التي أريد إيصالها في هذا المقال، هي: أن التعاون الأمني بين البلدين، لا يصح أن يكون من طرف واحد. فالعمل سوية ؛ للتصدي لخطر تنظيم القاعدة، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
- ولذا - فإن تنسيق الجهود مع الأطراف الفاعلة الدولية الأخرى؛ من أجل احتواء التطورات على الساحة، وتعزيز التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، - خاصة - السعودية، أمر مطلوب. إن اليمن لا يعيش بمعزل عن العالم، واستقراره استقرار لأمن دول منطقة الخليج العربي. ومن ثم كان تعزيز مستوى العلاقات بين السعودية واليمن، مطلبا مهما - ولا شك -. حتى يتم تجفيف منابع الإرهاب، والخروج من دوامة التطرف، بالكشف عن عناصر تنظيم القاعدة، وتفكيك خلاياه - النشطة والنائمة -.
وهذا - بلا شك - سيصب في تعزيز قدرات الحكومة اليمنية، وتوفير الاستقرار للبلاد، وحرمان الإرهابيين من إيجاد ملاذ آمن.
فالمسؤولية جماعية، وليس عملا فرديا، يخص أمن كل دولة على حده.
وهذا ما أكده وزير الداخلية السعودي - سمو الأمير - نايف بن عبد العزيز، للصحفيين في مكة المكرمة - قبل أيام - من: «أن الوضع الأمني في اليمن، يتساوى في الأهمية بالنسبة لوزارته، مع أهمية الأمن في المملكة».