من يلخص شخصية الأمير سلطان في ابتسامته فهو محق، ولكن شخصيته تتعدى هذه الابتسامة إلى آفاق نوعية من العمل والإنجاز والخدمات الإنسانية التي لا تحصى من خلال عمره المديد، وهو رجل الدولة الذي خدم هذه البلاد منذ أكثر من خمسين عاماً..
وقد عاصر جميع ملوك الدولة، وعايشهم وعمل معهم، وشاركهم الضراء والسراء.. كما عايش مواطني بلادنا منذ الوحدة الوطنية على يد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه..
والابتسامة هي قصة حب ووفاء وتقدير لا تتكرر في أي شخصية سياسية في العالم، فهي ابتسامة يشهد لها الجميع، حتى الشخصيات الأجنبية ترسخت في أذهانهم هذه الابتسامة التي يحملها رسالة واضحة لمن يلتقيهم، ولمن يواجههم، ولمن يشاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة العربية والدولية.. فهي تزرع الطمأنينة والحب والتقدير والوفاء للجميع، ولمن تصافحه ابتسامته المعهودة.. ولربما هي أشهر ابتسامة مر عليها التاريخ المعاصر.. وهي مصدر قوة كما هي مصدر اطمئنان، وهي مصدر ثقة كما مصدر ترحيب، وهي مصدر تواصل كما مصدر حديث..
فقوة سلطان في ابتسامته، وتأثيره في ابتسامته، وحبه في ابتسامته، وعشق الآخرين له في هذه الابتسامة التي تزرع حباً بحب ووفاء بوفاء.. ولكن هذه الابتسامة ليست كلها سلطان، فسلطان هو قامة وطنية تظهر منها الابتسامة، ولكن عطاءه أكبر منها، وإنجازاته شامخة في كل مكان، وأعماله تتجاوز الحدود إلى الإنسانية في عمومها، والوطنية في شموليتها، والعربية في قوميتها، والإسلامية في خصوصيتها.. سلطان أصبح رمزاً لا يتكرر في مثل هذه الشخصية التي تفانت في خدمة الأهداف الوطنية والإنسانية..
ابتسامة سلطان بطبيعتها ليست للتصدير الإعلامي، فهي نفس الابتسامة التي يواجه بها من حوله، من أبنائه وأقربائه ويعملون معه في كافة ارتباطاته الرسمية.. فابتسامتها هي حقيقية ولم تكن يوماً مزيفة أو شعاراً سياسياً أو بريقاً إعلامياً.. وهذه الابتسامة تتجه دائما في سرعتها إلى القلوب، وفي عفويتها إلى كل الناس دون تفريق، وفي مضمونها إلى الإنسانية.. وسلطان هو أكبر من هذه الابتسامة التي نراها، فهو محمل بهموم الوطن، وتبعات السياسة، وشؤون الدولة الثقيلة التي يعجز عنها الكثير.. ولكن ربما هي التي تزيد من قوته، وتكرس إنسانيته الحقة، وتدفع به إلى آفاق من الوفاء والحب للجميع دون تفريق في الأشخاص أو الأماكن أو الأوقات..
سلطان رجل الدولة، رجل الدفاع، رجل الإنسانية، رجل الإنجازات، ورجل الأعمال الخيرية هو سلطان في ابتسامته، وسلطان في حبه ووفائه لوطنه ومواطنيه. والابتسامة هي جزء من منظومة شخصيته المتكاملة.. ولكن يضاف إلى هذه الابتسامة برامج عمل لا تنتهي، وإنجازات لا تحصى من خلال قلبه الذي يجده الصغير والكبير والمواطن والمقيم مفتوحاً لهم ليسمع عنهم، ويتلقى همومهم، ويسعى في المبادرة لحلها وإيجاد كل السبل في تذلل صعابهم، وحل مشاكلهم، ومسح دموعهم، ومواساة فقدانهم..
عبدالله بن عبدالعزيز وسلطان بن عبدالعزيز هما قيادة هذه الأمة في عصرها الراهن، وعملا جنباً إلى جنب، وكتفاً بكتف في بناء صورة متميزة عن مفهوم القيادة السعودية الحديثة.. دخلا قلوب الناس، وعاشا هموم المواطن، وترجما الحب والوفاء والتقدير للمواطنين.. ولهذا فنحن نعيش واقعاً خلاقاً في الحياة السعودية، واقعاً يعد نموذجاً للاقتداء به في أماكن أخرى من هذا العالم.. فلا فرق بين المواطن والمسؤول، ولا فرق بين القيادة والشعب، فجميعهم أبناء وطن واحد، ويحملون هموماً قومية وأممية واحدة.. فعبدالله بن عبدالعزيز عندما يقول: «من نحن بدون المواطن السعودي» فهو يترجم برنامج عمل جديد في السياسات الداخلية للدولة، وسلطان بن عبدالعزيز الذي قدم للمواطن مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية ببرامجها الخيرية والإنسانية المتشعبة، المدينة الإنسانية الأولى في العالم فهما قد أثبتا أن القيادة تضع المواطن في قمة الاهتمام، وفي قمة أولويات العمل الرسمي، وتسعى إلى رفاهيته وتحسين وضعه المعيشي بكل الطرق.. الجميع هنا عبدالله وسلطان.. أو كما يردد أبناء هذا الوطن.. كلنا عبدالله وسلطان..
عبدالله بقلبه، وسلطان بابتسامته هما السياج الذي يحيط بهذا الوطن من كل جانب.. ويعملان ليل نهار، وعلى كل جبهات العمل الوطني والأممي من أجل أن يرفعا من مكانة هذه البلاد، ويرتقيا بها إلى مصاف الدول المتقدمة بإنجازاتها، وبرفعة مواطنيها، وبما تشتمله من جهود إنسانية وأعمال خيرية استثنائية بين جميع دول ومجتمعات العالم..
(*) المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية_أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود