|
تحليل: وليد العبدالهادي
منطقة اليورو حافلة بخطط الإنقاذ والتعثرات السيادية ونوايا التقشف في الإنفاق الحكومي، وعملتها فقدت الكثير خلال الأسبوع بسبب حضور تعثرها السيادي في أذهان المستثمرين، وعلى وشك إنهاء قرابة عام على هذا النسق ومعظم الدول التي لا تزال تربط عملتها بالدولار تعاني الفوضى العارمة في العملة الموحدة، وللعبث بقية! أما طوكيو فلم تكن حاضرة في الأسواق بشكل جدي لندرة البيانات الاقتصادية باستثناء الاضطراب السياسي والعسكري بين الكوريتين الذي أرهق المتعاملين في شرق آسيا، والقطاع العقاري لا يزال يؤرق المستثمرين في لندن، والأرقام شواهد عيان. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع؛ لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي
العملة الخضراء تقف على أطلال الثمانين أمام سلة عملاتها؛ والسبب هو بدء ترهل أداء المشترين مع ارتفاع شهية التداول في أسواق الأسهم، ومستوى 78 قد يكون دعماً جيداً في حال تم جني الأرباح، وهذا متوقع. أما وعاء القيمة الآخر (الذهب) فملتصق بمستوى 1380 دولاراً للأونصة، وهو مستوى مقاومة قد يمنع من استمرار الصعود في الأسبوع القادم. وبشأن خام نايمكس فقد أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزون النفط بقيمة مليون برميل، لكن لم يحدث هبوط، بل على العكس صعد إلى مستوى 84 دولاراً بشكل قوي بسبب انخفاض الدولار وازدياد الطلب على الأسهم. ويرجح استمرار الصعود إلى مستوى 87 دولاراً للبرميل. حدث نمو في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث إلى 5.2 % لكن لم يفرح به المستثمر في الأسواق، وتم الرد عليه بجني أرباح واسع النطاق في مؤشرات الأسهم الأمريكية، وهي حقيقة أرقام متأخرة لا تفيد كثيراً لكنها تعطي صورة أوضح عندما يتم مقارنتها بأرباع سابقة على الأقل 6 فصول، وعندما نقرؤها بهذا الشكل نجد أن الاقتصاد يمر بمرحلة ركود تتخلله حلحلة جزئية مؤقتة من ربع إلى آخر، لكن الغريب هو نمو الإنفاق الشخصي للربع نفسه إلى 8.2 % مقارنة بمعدل نمو لآخر قراءة عند 6.2 % وتحفز لنمو معدلات الاستهلاك، لكن انكماش أسعار المنازل بنسبة 2.2 % أفسد الفرحة بأرقام الإنفاق الشخصي؛ ليأتي الدخل الشخصي ليرتفع نصف نقطة مئوية، وهو ما دعم مؤشرات الأسهم هناك مع نهاية الأسبوع.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
وصل الزوج إلى مستوى 32.1، والهدف 28.1؛ والسبب هو أن صفقات البيع لم تجف حتى الآن، وهو حالياً عرضة لتقلبات مزعجة لا تحظى باهتمام المحترفين؛ حيث الاتجاه مفقود والضغوط تأتي بالمقام الأول من خطة تقشفية أخرى أعلن عنها، تستهدف الإنفاق الحكومي الإيرلندي.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
ضغوط مقاومات أكتوبر الماضي خلف كسر الاتجاه الصاعد وتحوله إلى مسار جانبي، وهذا كان متوقعاً في تقارير سابقة، وتظل المنطقة (58.1 - 62.1) خصبة للتأرجح الممل خلال بضعة أسابيع حتى يتلقى الزوج أخباراً مفاجئة، وهي عصب أسواق العملات حالياً؛ حيث الأرقام المتوقعة لا تستطيع توجيه السوق كما كان سابقاً.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
مرحلة رواج يعيشها الزوج العنيد، والانخفاض مستمر للين أمام الدولار، ولا يزال مستوى 87 هدفاً مرجحاً للأسبوع القادم طالما يتحرك وخلفه خط الاتجاه الهابط، خصوصا أن المركزي الياباني يبيع الآن بهدف ضبط ميزانه التجاري.
اليورو
أرقام متفائلة لمنطقة اليورو مع بداية الأسبوع افتتحت من سويسرا بتراجع إلى 1.6 % في عرض النقود لشهر أكتوبر تخفف نوعاً ما من ضغوط التضخم، وتشير إلى عودة جزئية للسيولة من الاقتصاد إلى داخل البنوك والسلبية قد يكون خلف ذلك تراجع في شهية الاستهلاك، والناتج المحلي الإجمالي السنوي لألمانيا يستقر عند نسبة 9.3 % للربع الثالث عند التوقعات، والقراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات الصناعي في نوفمبر ينمو إلى مستوى 5.55 تم التفاعل معه بشكل أكبر من نظيره الخدمي بسبب وزنه في اقتصاد منطقة اليورو، والجيد أن ثقة المستهلك الألماني لا تزال تنمو حيث وصلت إلى مستوى 5.5؛ ما سيدعم الطلب على السلع في المستقبل القريب، ولاسيما أن مؤشر IFO لمناخ الأعمال يدعم تفاؤل المستثمرين بارتفاعه إلى 3.109، حتى خطة الإنقاذ الإيرلندية على وشك اعتمادها لكن العملة الأوروبية فقدت الكثير خلال الأسبوع بسبب حضور تعثرها السيادي في أذهان المستثمرين.
الجنيه الإسترليني
القطاع العقاري لا يزال يرعب المستثمرين في بريطانيا؛ حيث أعلن عن تراجع في حجم قروض المنازل إلى 766.30 وفق مؤشر BBA مقارنة بمستوى 104.31، وهي تأكيدات بجنوح الأسعار نحو الهبوط، ورغبة بالبيع؛ حيث إن عرض المنازل يشهد صعوبة في إشباع الطلب؛ لذلك بدأت تهبط الأسعار مؤخراً، والآن يرافقها تراجع في الإقراض الإسكاني، والمشكلة الأبرز تكمن في ركود التصدير وتراجع في حجم الواردات اللذين ساهما في خفض العملة الملكية، وهذا سلوك طبيعي جداً.
(تم إعداد هذا التقرير أثناء جلسة الأسواق الآسيوية يوم الخميس الساعة 9 صباحاً بتوقيت طوكيو)
* محلل أسواق المال