أتساءل إن كانت هناك إدارة في الخطوط السعودية تهتم بمعالجة الأخطاء، ووضع الحلول العاجلة لمشكلات إلغاء، وتأخر الرحلات، تدني مستوى الخدمة، وتكدس الحجاج والمسافرين في المطارات السعودية؟. الإدارات الكفؤة تتعامل مع المشكلات وفق خطط عاجلة، وإن كانت مؤقتة، للسيطرة على الموقف وضمان عدم تكرار الأخطاء؛ وخطط إستراتيجية تضمن المعالجة الدائمة، وتحقيق كفاءة الخدمة، وتنافسيتها، وتستوعب المتغيرات المستقبلية التي تضمن للمنشأة البقاء، وتحقيق النجاح والمحافظة على حصتها في السوق.
مسلسل تأخر رحلات الخطوط السعودية يُعاد عرضه كل عام، بتفاصيله المؤلمة، دون أن يتمكن المسؤولون من وضع نهايته السعيدة، أو تحديد عدد ما تبقى له من حلقات مزعجة، أو على الأقل، التعامل الحضاري مع المسافرين المتضررين وفق ما تفرضه القوانين والأنظمة العالمية ذات العلاقة بصناعة الطيران المدني. يمكن للمتابع البسيط الدخول إلى عالم الإنترنت للاطلاع على الصحف السعودية الصادرة بنهاية مواسم حج السنوات الخمس الماضية ليتأكد من تكرار نفس مشكلات الخطوط السعودية، والمطارات ذات العلاقة برحلات الحج. فوضى وافتراش داخل المطارات، وتأخر وإلغاء لرحلات الطيران الداخلية والخارجية، والضحية المسافر البسيط، وسمعة الوطن.
عدم القدرة على التعامل مع المشكلات المتكررة بكفاءة يعني الفشل في تحقيق الأهداف الأساسية للشركة الباحثة عن التطوير واستعادة ثقة المستهلكين. الخلط بين مهام الخصخصة، كمشروع أساسي، وبين مهام الإصلاح والتطوير ربما أسهم في تدني مستوى الكفاءة في جانبي التشغيل والربحية. يهتم المواطنون، ومن أُرغِمَ على التعامل مع الناقل الوطني، بكفاءة التشغيل، توفر الرحلات، انضباطية المواعيد، جودة الخدمة، وتنافسية الأسعار بغض النظر عن طبيعة الملكية، إن كانت حكومية أم مساهمة عامة؛ يفترض أن تتفرغ الإدارة التنفيذية لتحسين أداء الشركة بما يضمن رضا العملاء، والملاك في آن واحد، وهي معادلة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الانضباطية، رفع جودة الخدمة، وكسب ثقة العملاء، وتحقيق الربحية التي يبحث عنها (الملاك) بالدرجة الأولى. أعتقد أن الخطوط السعودية ما زالت غير قادرة على تحقيق أي من الهدفين الرئيسين؛ ولعلها تنجح مستقبلا بمساعدة أسطولها الجديد؛ إلا أن النجاح المتأخر يعني فشلا بمعايير التقييم؛ فللوقت ثمن، وللمال تكلفة تتعاظم بمرور الأيام. إعادة الهيكلة، تطوير الأداء التشغيلي، تحقيق الانضباطية والالتزام، محاسبة المقصرين هو ما تحتاجه الخطوط السعودية للإقلاع من مَدرَج الفشل إلى فضاء النجاح الفسيح.
«طهور، إن شاء الله»
الحمد لله على نجاح العملية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونسأله تعالى أن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يجعل ما ألم به كفارة له، وأن تقر أعيننا بعودته.. قلوبنا معك يا خادم الحرمين، وأعيننا ترقب عودتك، ودعواتنا الصادقة نرفعها لرب العزة والجلال، تضرعا لشفائك؛ أعادك الله لنا سالما معافى. «طهور، إن شاء الله».
«وادي حنيفة يحتفي بالأمير سلمان»
من محاسن الصدف أن يتزامن حصول مشروع وادي حنيفة على جائزة «الأغا العالمية للعمارة» مع عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، إلى أرض الوطن، وكأنه يحتفي بقدومه سالما معافا. تطوير وادي حنيفة كان حلما يراود الأمير سلمان لسنوات، وقد نجحت «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» في تحقيقه، وزادت أن حصدت به الجائزة العالمية أمام 401 مشروع عالمي.
تأكيد هيئة التحكيم على: «إن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة في مدينة الرياض نجح عبر التخطيط الحساس الواعي للقيم الاجتماعية والحلول الإبداعية الطبيعية التي تراعي البنية التحتية في تحويل ظاهرة طبيعية كبرى من مكان خطير يعج بالنفايات ويمثل ندبة سوداء في وجه العاصمة إلى بيئة بديلة للتنمية الحضرية» رسالة نوجهها إلى أمانات المدن وهيئات التطوير في المملكة لأخذ الدروس والعبر والعمل على تحويل «الندب السوداء»، وما أكثرها، إلى بيئة بديلة للتنمية الحضرية في جميع مدن المملكة.