لا تخلو صحفنا وسائر وسائل الاتصال الجماهيري.. ومنها البروشورات والإعلانات بشكل عام.. من الإعلان عن تخفيضات في أمور كثيرة.. والمقصود بالطبع من التخفيضات.. هو المزيد من جذب المتسوقين وليس مجرد تصريف بضاعة موجودة تحتاج إلى تصريف.. وإلا.. فإنه من المعروف أنه لم يكن من هذه الأهداف على الإطلاق.. هو الرأفة بجيوب الناس أو تخفيض التكلفة عليهم.. لأننا لم نعهد من تجارنا ولا من عموم التجار شيئاً من ذلك.. بل إن ما عهدناه منهم.. هو المزيد من الطمع والجشع والزيادة أو الغلاء.. ولعلنا هنا لا نعمم الحكم.. حتى لا يغضب تجار صادقون مخلصون أمناء.. فتعميم الحكم خطأ بدون شك.
أعود وأقول: إن هذه التخفيضات الموسمية وغير الموسمية - في الغالب - لا تحمل تخفيضاً أبداً بل ربما حملت بعض الزيادة.
بعث لي أحدهم قبل مدة برسالة وقال.. إنني اشتريت سيارة من إحدى الوكالات بمبلغ معين وبعد شهرين.. أعلنت الوكالة تخفيضاً على سعرها.. وإذا بسعر التخفيض أكثر من السعر الذي اشتريت به.. وحقيقة.. لا أملك أي معلومة دقيقة عن هذا الشأن ما أسمعه أو ياتيني من خلال اتصال أو رسالة قد لا أحتفظ بها ولكن.. هناك هجوم على مسألة التخفيضات تلك.. متهمة إياها بأنها مجرد وسيلة أو حيلة لجذب المزيد من (المشترين)! ولأن أكثر الناس يجهل أصلاً.. القيمة الحقيقية لهذه السلعة أو تلك.. وبالتالي فهو يقدم على الشراء حتى لا تفوته الفرصة.. بينما هي ليست فرصة.. بل (حيلة).
وحيل بعض التجار بالطبع.. لا تقتصر على مجرد استغلال شيء اسمه التخفيضات.. وإن كان ذلك يخضع لرقابة.. لكن وسائل الاحتيال كثيرة ومتشعبة ويصعب ضبطها بدقة.. وهناك من ينفذ..
نعم لا يمكن السماح بإجراء تخفيضات إلا من خلال تصريح ولكن كما قلت.. وسائل الاحتيال لا تتوقف والضحية المستهلك الذي كما يقول العوام (ما يدري من هو في يده) فالكل يتنازعه.. تجار المواد الكهربائية ورسوم الاستهلاكات ورسوم الخدمات وتجار السيارات وتجار المواد الغذائية وهكذا الفواتير تلاحقه لتشفط دخوله مهما علت.. وتلجئه فوق ذلك إلى إجراءات أخرى كالتقسيط والأسلاف والاستدانة.. هذا.. إذا لم يخضع لإجراءات تقشفية قاسية.
أعود وأقول.. إن بعض التخفيضات - وليس كلها - حتى لا يقال: إننا نعمم أقول: إن بعضها وهمية وليست صحيحة.. وهدفها هو استقطاب المستهلك وجره إلى المزيد من الشراهة في الشراء لما يحتاجه وما لا يحتاجه وفي الغالب.. إنه يتجه إلى شراء البضاعة إذا قيل: إنها مخفضة.. حتى ولو أنه لا يحتاجها.. بدليل تدافع وتزاحم المشترين على المحلات التي تعلن عن تخفيضات والنهم المتزايد في الشراء دون روية أو تفكير.. وهذا بدون شك.. يعكس انعدام وعي المستهلك.
على أن هناك نقطة أخرى تشبه قضايا التخفيضات.. وهي قضية اختلاف وتفاوت السعر بضاعة واحدة من محل لآخر.
بضاعة واحدة.. وسلعة واحدة يتباين سعرها من مكان لآخر مما يعكس بالفعل.. جشع بعض التجار..