|
الرس - خليفة الخليفة
تحدث لـ(الجزيرة) المتابع والراصد الجوي صالح الربيعان عما تمر به أجواء المملكة هذه الأيام قائلاً: نسأل الله تعالى أن يغيث بلادنا بالغيث والرحمة، إنه سميع مجيب. ولقد وجدت أننا في الماضي قد عشنا في مثل هذه الظروف الجافة التي نعيشها الآن؛ حيث شهدنا سنين جافة جداً مثل عام 1404 وعام 1409 وعام 1420 وعام 1428 1429ه؛ فقد شهدت هذه السنوات جفافاً منقطع النظير خاصة في الوسم والمربعانية, وفي تلك الأعوام عانى الناس كثيراً الناحية الصحية، وفي عام 1409 وعام 1420ه أيضاً خاصة مرضى الربو والحساسية وأمراض الرئتين؛ وذلك لتأثرهم بموجات البرد التي حصلت في تلك السنين، وليست الخطورة بشدة البرد فحسب، ولكن الخطورة بنوعية البرد؛ لأن البرد الجاف يكون ضرره أشد على الجسم وتأثيره أكثر بعكس البرد الرطب الذي يأتي بعد هطول الأمطار عادة؛ لذلك نود أن ننبه إلى أن موسم الشتاء الحقيقي قد دنا، ونحن ما زلنا نعاني الجفاف الشديد؛ لذلك أحذر من مغبة التساهل وعدم أخذ الحيطة من أي برودة قادمة؛ لأنها ستكون جافة وشديدة, وسيكون تأثيرها على الجسم قوياً جداً خاصة على الأطفال أو الذين لديهم مناعة ضعيفة مثل مرضى السكر والربو أو كبار السن. والأمر الآخر الذي يجب أن ننتبه له في حالة السنين الجافة هو أن البرد يأتي بشكل مغاير عن المألوف؛ فأغلب أيام البرد في السنين الرطبة والماطرة يأتي على شكل هبات نشطة شمالية محسوسة فيسهل أخذ الحيطة لها، ولكن برد السنين الجافة قد يأتي على شكل رياح هادئة جداً شديدة البرودة كما يحصل هذه الأيام، خصوصا في الليل؛ فالليالي أصبحت باردة جداً والحرارة تسجل من 3 إلى 6 درجات، ومع ذلك الكثير من الناس لا يزال يلبس الملابس الخفيفة, وهذا مكمن الخطر، فيدخل البرد إلى الجسم دون أن نشعر به؛ لأننا ننخدع بدفء النهار ولا ندري أن الليل سيكون بارداً جداً؛ لأن من صفات السنين الجافة وجود فارق حراري كبير بين الليل والنهار كما يحصل هذه الأيام.