يحاول بعض مسؤولي المنتخبات الخليجية بالتضامن مع وسائل الإعلام التابعة لهم إضفاء صورة غير حقيقية عن الواقع الذي أصبحت عليه دورات الخليج في زمن الاحترافية والروزنامات الدولية، فيجعلونها مصدراً رئيسياً لنجاح اللاعبين وروعة المدربين وسلامة التخطيط، بل يأكلون ويشربون بكأسها ويتباهون أمام معارضيهم بها وكأنهم حققوا الحلم الأول والأخير لهم..!!
هؤلاء هم من يتمسك بنفخ دورات الخليج بالهواء الفارغ بالتزامن مع إطلاق عبارات التحدي والاحتجاجات؛ لأنهم عاجزون عن الوصول فعليا إلى ابعد من تلك الدورة الودية الحبية - بحسب أنظمة الفيفا - ولأنهم يرون فيها تجمعا خاصا لأبناء العمومة يحق للمنتصر فيها أن يتفاخر ويرقص ويثبت عظمة تخطيطه وهو الأمر الذي ما زال مسيطرا في أكثر من بلد خليجي للأسف الشديد..!
القرار التاريخي لاتحاد كرة القدم السعودي بمشاركة لاعبين لم تمكنهم الظروف للعب سابقا هو قرار اعتبره من أروع القرارات، وسبق أن جمعتني مكالمة مع سمو الأمير نواف بن فيصل قبل عدة أشهر وأخبرته كإعلامي سعودي بأنه من الأفضل أن نهرب بعيداً عن نتاجات التشنج الخليجي في مثل تلك الدورات ونلعب دون ضغوط بفريق يضم لاعبين لم تتح لهم الفرصة من قبل للمشاركة الرسمية الأساسية مع المنتخب. ولمعرفتي بحساسية إعلان السعودية المشاركة بلاعبين غير أساسيين فقد كان قرار الزج بهم هو أحد أهم القرارات التاريخية التي تؤكد أننا تخطينا صراع التشنج الخليجي وتركناه لغيرنا وهو أمر نفتخر به يدل على سعة الأفق والسعي للمصلحة العامة والبعد عن العاطفة التي دمرت لاعبين ومدربين وخططا وبرامج في وقت سابق دون أدنى فائدة.!!
اليوم يلعب المنتخب دون ضغوط ودون تهويل وسيرجع كذلك بنفس الحالة وهذا هو المهم؛ لأن أمامنا مهمة صعبة وشاقة ستكون هي المقياس الحقيقي لإمكاناتنا الحالية وستعبر عن حقيقة فرحنا بنجاح عملية فصل التشنج الخليجي من عدمه والموعد آسيا 2011م..!!
بيسيرو: قطر لا تكفي ..!!
شخصيا لدي قناعة تامة بأن من يكسر إنجاز وصولنا لدور الستة عشر في مونديال أمريكا عام 1994م هو المدرب الذي يستحق أن اصفق له طويلا فيما لا يمكن اعتبار أي منجز آخر سوى عملية تكرار قام بها مدربون عدة سواء في كأس الخليج أو كأس آسيا أو التأهل لكأس العالم، يدعمني في تلك القناعة حجم القاعدة العناصرية الموهوبة الكثيرة في الملاعب السعودية وقوة الاهتمام الإداري من قبل اتحاد القدم ماديا ومعنويا للمنتخب، وهذا لا يجعلني أستصغر أي منجز قادم بل أرى أننا نستحق أن نكسر أهم منجز حققناه؛ لأن منتخبات القارة الآسيوية الكبيرة لا تبتعد عن إمكاناتنا الفنية فقط هم يتفوقون بالتنظيم ونحن بالعمل الفردي وأحيانا المزاجي الذي يؤتي أكله مرة ويخذلنا مرات..!!
مدرب منتخبنا بيسيرو اخذ فرصة كبيرة من الوقت والدعم والاختيار ورغم اللغط على برامجه المكوكية إلا أن حجمه الحقيقي سيظهر في أمم آسيا القادمة، ولن نغفر له إطلاقا أي نتائج مخيبة فمسؤولو اتحاد القدم راهنوا عليه ودعموه ووافقوا على كل برامجه واللاعبين جاهزون للعراك الآسيوي، لذلك هو أمام محك كبير الإخفاق فيه يعني الصدمة لنا كسعوديين، أما الإنجاز فهو مفتاح سحري لعودة الأمل لكسر الرقم الأعلى في المنجز السعودي وما علينا سوى الانتظار والتفاؤل بأن سنة كاملة من البطالة العملية لبيسيرو كافية لصناعة أفكار تدريبية عالية الجودة..!!
تصويبات
- كانت الإدارة الشبابية في منتهى الروعة وهي تبعث بتهنئة رقيقة لمسؤولي فريق سيونجهام الكوري بمناسبة فوزه بكأس دوري أبطال آسيا 2010م. وكم أتمنى أن تبادر الإدارة الشبابية لتوقيع توأمة مع هذا الفريق أو غيره من فرق شرق آسيا الكبيرة وذلك لكسر حواجز فنية كثيرة وتعويد اللاعبين على الأجواء الشرق الآسيوية بشكل مستمر.
- حتى اللحظة لم أشاهد أي تقرير إعلامي عن أرضية ملعب 22 مايو باليمن، رغم انه المرة الأولى التي يتم فيها اللعب بالأرضية الصناعية خليجيا وهو ما يعكس غياب الحس الصحفي أو انشغاله بالبحث عن تصاريح مسؤولين جاؤوا لهذا الغرض..!!
- دائماً وأبدا هو (نواف الذهب) ففي كل ميدان عالمي وقاري يزرع الابتسامة في وجوهنا.. انه نواف بن محمد وكفى.
- حصول عماد المالكي على الميدالية الفضية للكاراتيه بالصين هو إنجاز يكشف روعة اتحاد الكاراتيه بقيادة الدكتور القناص وزملائه الذين أضافوا سبعاً وعشرين ميدالية خارجية للسعودية خلال عام وهو إنجاز لم يتكرر.
قبل الطبع
طعم المجاملة لذيذ شرط أن لا تبتلعها..!!