دأبت القيادات الحكيمة التي توالت على المملكة منذ عهد الموحد لكيانها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى آلت القيادة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على دفع عجلة التطور على الأصعدة والمجالات كافة؛ ما وضع المملكة في مصاف الدول المتطورة والمتقدمة فالخمسة والسبعون عاماً التي مرت على توحيد المملكة كانت حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة. وها هي مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية تتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله - وعلى النهج نفسه وبفضل المهارات القيادية البارزة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين والعزم التامّ الذي يتحلّى به والقرارات الكبرى التي اتخذها؛ ما أحدث تغييرات جذرية وتطوراً واسعاً وملموساً في شتى المجالات؛ ما يؤكد الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة وعزمها على تحقيق الأهداف التي تحقق راحة المواطن ونمو المملكة لمجاراة الدول المتقدمة في العالم، وتعددت المشاريع والإنجازات خلال فترة وجيزة لدرجة يصعب معها تعداد وذكر هذه المشاريع؛ فالمملكة تعيش ثورة تنموية عظمى في بناء البنية التحتية حتى وصلت المملكة إلى أزهى وأقوى مركز مالي في تاريخها بقوه اقتصادية يعترف بها العالم.
لقد أصبح المواطن في عهد الملك عبد الله محور الاهتمام، ودائماً ما يؤكد على ذلك في جميع المناسبات، ويحث على سرعة الإنجاز لخدمة الوطن والمواطن، وقد تعددت المشاريع الضخمة التي تم إنجازها في عهده، وأهمها توسعة الحرم الشريف التي تعتبر أكبر توسعة في التاريخ مرت على الحرم الشريف، إضافة إلى تطوير المشاعر المقدسة في المستويات كافة، إضافة إلى الدور الكبير من حيث إنشاء الجسور والأنفاق والقطارات والمدن الاقتصادية والصناعية وتلبية احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه المحلاة باستخدام مصادر بديلة مستدامة، وغيرها الكثير والكثير من الإنجازات التي لا يتسع المجال لذكرها، فضلاً عن تعداد مزاياها وما تضيفه للمملكة، وقد حققت المملكة العربية السعودية وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة إنجازات عظيمة في المستويات كافة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والتنموية.
ويأتي دور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز بوصفه رئيساً لهيئة البيعة لتعزيز اللحمة الوطنية لهذا البلد الكريم، إضافة إلى اهتمام مقام سموه بالحفاظ على الموروث الشعبي للمملكة المتزامن مع التطور الكبير الذي تشهده في شتى المجالات.
ولا يخفى على كل ذي بصيرة دور ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في البناء القوي للقوات المسلحة بقطاعاتها كافة القادرة على حفظ أمن وأمان المملكة والدفاع عن حدودها ورعاية قطاع القوات المسلحة وتطويرها بشرياً وآلياً حتى أصبحت صمام أمان لهذه الأرض المباركة.
لقد آتت الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في خدمة الوطن والمواطن، وحققت بفضل الله ثمارها باجتثاث آفة الإرهاب ومحاربة الفكر المنحرف وتنفيذ الضربات الاستباقية لإحباط مخططاتهم، وآخر هدية قدمها للوطن ذلك النجاح الباهر في موسم الحج لهذا العام وما تم تنفيذه من مهام في خدمة حجاج بيت الله الحرام. إن اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ليكاد يقترن مثل التوأم مع اسم مدينة الرياض؛ فلا يمكن أن تذكر الرياض إلاّ وكان سلمان معها؛ فعلاقته بها علاقة أزليّة، والتصاقه بهمومها وتفوُّقها وتوسُّعها وجمالها التصاقاً حميماً؛ فقد أدارها بفكره وحنكته وحكمته وتخطيطه ومهابته، إضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به سموه بشكل ملحوظ باعتنائه ورعايته الكبيرة للجمعيات الخيرية والجمعيات الخاصة التي تعتني وتهتم بأبناء هذا الوطن ذوي الاحتياجات الخاصة مدعوماً ومسانداً من ملوك المملكة الذين تعاقبوا خلال الفترة الماضية.