تكتمل اليوم فرحة المواطنين في جميع أرجاء المملكة، خاصة سكان منطقة الرياض، بعودة أميرهم المحبوب والد الجميع أمير الوفاء والإنسانية الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ؛ فطوال مدة غياب سموه عن أرض الوطن ظل محبوه يتابعون بلهفة وترقب أخبار علاجه - حفظه الله - حتى عاد إليهم سالماً معافى وألسنتهم تلهج بالدعاء لسموه بطول العمر والسلامة من كل شر؛ فلله الحمد والمنة على ما أنعم به عليه من الصحة والعافية، ولله الشكر على سلامة رجل الدولة المحنك الذي له في كل ميدان من ميادين خدمة الوطن والمواطن أيادٍ بيضاء ومواقف مشرفة.
المجد عوفي إذا عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك الألم
صحت بصحتك (الرياض) وابتهجت
بها المكارم وأنهلت بها الديم
وما أخصك في برء بتهنئة
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
أمير الوفاء.. كما بنيت الرياض الحديثة على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان فأنت كذلك قد شيّدت في القلوب صروحاً من الحب، وأقمت فيها من الوفاء بيوتاً، وفجّرت فيها ينابيع المودة والإخاء.
فها هي الرياض يا أمير الوفاء من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها تزدان بكم وتتباهى بعودتكم سالمين لتكملوا المسيرة التي بدأتموها على طريق التنمية الشاملة التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ومتعه بالصحة والعافية تنمية أقمتموها بالإنسان وللإنسان، ولم تكن تنمية جوفاء لغرض التباهي والمظاهر الكاذبة بل تنمية أصيلة منتجة لكل ما ينفع الناس ويحقق رغباتهم، تنمية أساسها العدل والمساواة ولبناتها جهود المخلصين من أبنائكم المواطنين الذين تتلمذوا على أيديكم المباركة في حب الوطن وعشق التضحية وسلامة المقصد والإخلاص في العمل.
وإنني لأجدني عاجزاً عن حصر مآثر وإنجازات أمير القلوب في هذه العجالة، ولكنها - بحمد الله - يراها القاصي والداني ويستشعرها كل المواطنين على هذه الأرض الطبية، وليس آخرها توجيه سموه - حفظه الله - بإقامة مركز الرياض للتنافسية الذي يهدف إلى الانطلاق بالرياض من الإقليمية إلى العالمية لتنافس كبريات مدن العالم المتقدمة بمنجزاتها ومقدراتها وقدرتها على جذب الاستثمارات وتوطين التنمية المستدامة.
واليوم تحتفل الخرج بعودة سموكم الكريم بجميع فعالياتها الاجتماعية والاقتصادية والصناعية، وحُقّ لها أن تحتفل، يتقدمهم في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الحرج - حفظه الله - الذي عمل بجد ومثابرة للنهوض بمحافظة الخرج والرقي بها على جميع المستويات التنموية تحت توجيهات سموكم - حفظكم الله -.
فها هي محافظة الخرج تحتضن عدداً كبيراً من المشاريع التنموية العملاقة التي من أهمها المدينة الصناعية بالخرج على مساحة تعادل مائة مليون متر مربع، التي أصبحت ورشة عمل دؤوب؛ حيث وقّعت الدولة عقود عدد من المشاريع فيها، التي تناهز قيمتها أربعمائة مليون ريال، كما قام القطاع الخاص بإقامة عدد من المصانع باستثمارات تقارب مليار ريال، مع العلم بأن المدينة الصناعية ما زالت تحت الإنشاء، ولم يتم تدشينها بعد؛ الأمر الذي يعطي دلالة ومؤشراً قوياً على أن هذه المدينة سوف تكون بحول الله وقوته مَعْلماً بارزاً من معالم التنمية المتوازنة، ليس في منطقة الرياض فحسب وإنما كذلك في مملكتنا الغالية، أدام الله عليها عزها وأمنها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الكريم الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، حفظهم الله ورعاهم جميعاً لوطنهم ومواطنيهم الذين يبادلونهم حباً بحب ووفاء بوفاء وتضحية لتبقى هذه البلاد عزيزة ترتقي معارج السؤدد تحت راية التوحيد الخالدة.
(*) مدير مشاريع الخرج- هيئة المدن الصناعية
