نحن نطالب وزارة التربية والتعليم بالتجديد والتطوير التعليمي في الوقت الذي تتحمل أثقالاً تنوء بحملها الجبال، فوزارة التربية تتصدى لمسؤولية إيصال التعليم إلى كل بقعة من بلادنا، وهي منشغلة طوال العام بصداع نقل معلميها من منطقة إلى أخرى، وهي تعمل على نقل الطلاب إلى مدارسهم بين القرى والهجر، وتواجه ضغوطاً مجتمعية تطالب بفتح مدارس وتفرض أيدولوجيات معينة، وهي منشغلة بعقود بناء أو استئجار وترميم آلاف المدارس، وهي تواجه أزمة توفير وظائف لما تحتاجه من معلمين، وهي تتصدى لمسؤولية ضعف تجهيز آلاف المختبرات المدرسية بالأدوات والأجهزة العلمية، وتعمل على التعاقد مع فنيي المختبرات، وهي تواجه أزمة تكدس الفصول بالطلاب، وهي تتولى مسؤولية تأليف وطباعة وتوزيع ما يزيد على خمسين مليون كتاب سنوياً، وهي تتحمل مسؤولية صيانة آلاف المدارس.
أسألكم بالله أمام تلك المسؤوليات الكبيرة والمتنوعة هل بقي لدى قيادات وزارة التربية من الجهد والوقت ما يجعلها تقوم بعملية تقويم التعليم وتطويره، الوزارة مهمومة بتشغيل (Operation) العملية التعليمية ومواجهة صداعها اليومي. في ظل تلك المسؤوليات الضاغطة على الوزارة أخشى أن يصبح تطوير وتجديد التعليم نوع من الترف والكماليات التعليمية. لذا فإن الحاجة اليوم قد تكون ماسة إلى استقلالية جهاز تقويم وتطوير التعليم عن وزارة التربية، التقويم والتطوير مهمة نوعية فكرية مفصلية متقدمة تحتاج إلى تسكينها في قطاع مستقل بذاته.