الجزيرة - سعود الشيباني

أكدت مصادر موثوقة لـ»الجزيرة» أن وزارة الداخلية حال توفر لديها معلومات تهدد أمن أي منشأة حكومية أو خاصة أو أشخاص داخل أو خارج الوطن يتم إبلاغهم فوراً عن التهديد وعمل احتياطات أمنية.

وأضافت المصادر أن وزارة الداخلية تساهم أيضاً في عملية وضع نقاط تفتيش وحماية أمنية للمنشآت أو الأشخاص المستهدفين داخل المملكة من قبل العناصر الإرهابية التي تسعى لزعزعة الأمن وسفك دماء الأبرياء دون رحمة.

وبينت ذات المصادر إلى أن وزارة الداخلية مررت خلال العام أكثر من معلومات لعدد من الدول لوجود عناصر إرهابية تستهدف منشآت مهمة بدول خارج الوطن، مشيرة إلى أن المملكة سباقة في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في أي مكان.

وعلمت «الجزيرة» أن المتورطين بالانخراط في التنظيم والبالغ عددهم (149) شخصاً من بينهم (25) جنسية من عدة دول، قد تلقى عدد منهم دورات تدريبية على الأسلحة والمتفجرات وتفخيخ السيارات في عدد من الدول ذات اضطرابات أمنية.

وكان الأشخاص المتورطون قد نجحوا في جمع أكثر من مليوني ريال طوال العام المنصرم، وكانوا يخططون في تهريبها خارج الوطن، إلا أن وحدة التحريات المالية بوزارة الداخلية نجحت في إجهاض هذه المحاولات وتتبعت بعض العمليات المالية، فيما تجري جهات التحقيق في التحقق من المصدر الحقيقي للمبالغ المالية والتي اعترفت بها العناصر حول حصولهم على المبالغ من بعض الأشخاص بهدف توزيعها على أشخاص بحاجة لمبالغ مالية والقيام بأعمال خيرية.

وحول العمليات المزمع تنفيذها والتي أعلن عنها المتحدث لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي حول إجهاض عشر عمليات إرهابية على وشك التنفيذ، أكدت مصادر لـ»الجزيرة» استهداف منشآت نفطية بالمنطقة الشرقية وكذلك منشآت أمنية بالعاصمة الرياض، فيما توزع عدد من مناطق المملكة استهداف الإرهابيين لتنفيذ هذه العمليات.

وبينت المصادر أن أحد عناصر قادة الخلايا التي تم القبض عليهم ويقطن خارج الوطن ويعتبر أصغر شخص في الخلايا لا يحمل الجنسية السعودية.

من جانبه طالب مصدر أمني رفض ذكر اسمه من أهالي الخير عدم صرف مبالغ مالية كبيرة لأشخاص غير معروفين لمن يقوم بالترويج بإيهام الناس أنه سوف يقوم بإعمال خيرية.

وأشارت المصادر ذاتها لـ»الجزيرة» إلى أن المملكة حققت سابقة عالمية في مجال التصدي للإرهاب، في الوقت الذي تحقق فيه تلك النجاحات تبقى ثغرات في مجال التجفيف الفكري للإرهاب، وهو الدور الذي طالب الجميع به. مؤكداً نجاح التنظيم في ضم عدد من أبناء الوطن وخاصة صغار السن في التنظيم البائد.

من جانبه كشفت المصادر لـ»الجزيرة» أن التنظيم يمارس ضم النساء السعوديات للتنظيم، حيث نجح في ضم إحداهن في نشر الفكر التكفيري عبر العمل بالإنترنت.

وفي سياق الإنجازات الأمنية أشاد معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين بالإنجاز الأمني الذي تحقق مؤخراً بجهود مضنية من الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية والتي أجادت في التصدي لمساعي النشاط الإرهابي الذي ما فتئ يكرر محاولاته للتغرير بشبابنا وغيرهم مدعوماً من جهات معادية وفئات منحرفة. وقال معاليه في تصريح له بهذه المناسبة: «إن من تمام نعمة الله على هذا البلد الكريم بعد نجاح موسم الحج ما حققته سواعد رجال الأمن الأبطال الذين نجحوا في دحض مآرب الفئة الضالة التي لا تراعي حرمة، وكان رجال أمننا ومسؤولينا لهم بالمرصاد ويردون كيدهم عن بلادنا حتى أصبحت جهود بلادنا في معالجة هذا الداء العالمي محل إشادة عالمية في مجال مواجهة الإرهاب ومتابعته باستباق خطوات مستقبلية ومعالجة أوضاع المغرر بهم».

وأضاف معاليه: بلدنا مصدر الخير ومرسخة القيم ومحكمة الشريعة الإسلامية، وهي بفضل الله ورحمته محفوظة -إن شاء الله- من كل من يريد به أو بقيادته وشعبه سوءاً.

ونبه الحمين إلى أن هذه الأحداث المتوالية تؤكد ما سبق أن أشار إليه قادة المملكة من أهمية العناية بصيانة الفكر وحمايته من كل ما يفسده ويحرف مساره عن جادة الحق والصواب، وبذل كل الجهود التي من شأنها تعزيز الأمن الفكري واستخدام كافة الوسائل في ذلك باعتبار أن الفكر هو المحرك الأهم للسلوك والدافع الأكبر لمثل هذه الأعمال.