بعد المؤتمر الذي عقده المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية يوم الجمعة أول أمس بنادي الضباط كشف فيه آخر ما توصلت إليه الوزارة من نجاح وتوفيق بحماية الله تعالى وتيسيره وعونه في إحباط 19 خلية قوامها 149 شخصا، وما تم من إجراءات دقيقة في تتبعها داخليا وخارجيا وتحليل أساليب تواصلها والتعرف على أغراضها وغاياتها وخططها والأشخاص المقصودين ومرافق أهدافهم والمبالغ التي جمعوها والتدريبات التي أجروها، يمكننا أن نعود لما قالته أمس أم عبدالعزيز في رسالتها التي تشكو فيها بلسانها وصاحباتها من إهمال الآباء لمتابعة تربية وتنشئة أبنائهن، ولئن كن خائفات على التفريط في جانب التنشئة الدينية الصائبة فإن الخوف يتضاعف في الانخراط الذي يمكن أن يتم دون رقابتهم ومتابعتهم، في خليات الإرهاب التي تجعل من الدين سلمة لتصل لأغراضها المهلكة لأمن الإنسان وطمأنينة الأوطان وسلام الحياة.. إن الأبناء أمانة في أيدي الوالدين بمثل ماهم مسؤولية المدرس المعلم المربي في كل مرفق يمكن أن تصل مؤثراته في تكوين فكر الصغار أو جذب فكر الشباب أو التأثير في توجهات الكبار منهم...
هناك ضرورة لأن يتضافر الناس كل الناس للتوعية والتذكير واالتمثيل وليس هي مسؤولية وزارة الأمن والكد والسهر والمتابعة والحماية والبحث والتقصي برجالها من الرأس وإلى الميدان..بل هي مسؤولية تبدأ بالكلمة الطيبة وتنتهي للتقصي المدروس من الجهات الرئيسة في المسؤولية...
نهنىء بجهود وزارة الداخلية المتقدمة في إمكاناتها، الموفقة بإذن الله برجالها ونسأله الحفظ والأمان وأن يلبي الجميع واجب التضافر وإن جاء بالكلمة في انفراد أب وابنه أو تحلق معلم وتلاميذه أو الجهر بها على منابر الصدق أو فوق صحائف سيارة يقرأها الناس أو في مواقع انتشرت كالنار في الهشيم داخل البيوت وخارجها.
إن استغلال الوسائل الحديثة سريعة التواصل من أجل مكافحة الجريمة والفكر المنحرف لهي من الأوليات في جداول أعمال الأفراد على اختلاف أدوارهم فليكن البدء بجدية من مجالس الأسر.
ليس لتجد أم عبدالعزيز وأمثالها أبناءها لاضوابط لسلوكهم فقط.. بل كي لاتجدهم ضمن قوائم هتك الأمن والفساد في الأرض.