تقع المدينة الصناعية بالخرج إلى الجنوب الغربي من مدينة السيح على بعد حوالي 22 كلم وتبلغ المساحة الإجمالية لها حوالي 100 مليون متر مربع.ولقد حظيت المدينة الصناعية بالخرج برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض- حفظه الله ورعاه- كما كانت ولازالت محل اهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج الذي يتابع كل كبيرة وصغيرة في هذا المشروع الكبير استشعاراً من لدن سموه الكريم بأهمية توطين التقنية والنهوض بالصناعة تمشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين والذي يعتبر أن الصناعة خيارنا الإستراتيجي للنهوض والتقدم.فلقد كان سموه- حفظه الله- يتابع عن قرب مراحل هذا المشروع منذ البداية في مراحل التخطيط والتصميم حتى توجت هذه الجهود برعايته الكريمة عندما قام معالي وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية بتوقيع عقد تطوير المرحلة الأولى منها مع شركة فداك العالمية للمقاولات وذلك على مساحة 5 مليون متر مربع في شهر محرم عام 1430 هـ والآن ولله الحمد فإن هذا المشروع في مرحلة الاستلام الابتدائي بعد أن قام المقاول باستكمال جميع أعمال التطوير المطلوبة في العقد من أعمال سفلتة الطرق بأطوال تزيد عن 50 كلم طولي متضمنة الأرصفة والبردورات وتخطيط العلامات المرورية، وأعمال شبكة التغذية بالطاقة الكهربائية بأطوال تقارب 24 كلم طولي.
خدمة المدينة الصناعية وربطها
بشبكة الطرق المحورية
كما قامت الهيئة وتحت رعاية سموه الكريم بتوقيع عقد الطريق السريع لربط المدينة الصناعية بطريق الرياض الدلم السريع في شهر صفر من عام 1431 هـ مع شركة محمد العلي السويلم للمقاولات بطول 24 كلم مع ثلاثة تقاطعات علوية ومدة العقد 30 شهرا ، والغرض من هذا الطريق السريع هو خدمة المدينة الصناعية وربطها بشبكة الطرق المحورية في المملكة ولإبعاد الحركة المرورية الثقيلة عن حاضرة محافظة الخرج ووسط مدينة السيح. كما تم التوقيع على عقد مشروع إنشاء محطة التحويل الرئيسية للمدينة الصناعية بقدرة 130 ميغا فولت. أ. مع شركة سيمنس وذلك لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لسد حاجة المصانع من الطاقة الكهربائية وكذلك توقيع عقد ربط المحطة مع شبكة الضغط العالي التابعة للشركة السعودية للكهرباء.
ولم يقف الاهتمام والمتابعة عند هذا الحد بل قام- رعاه الله- بالتنسيق مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لإيصال السكة الحديدية للمدينة الصناعية حيث عقد اجتماع مع معالي رئيس المؤسسة الأستاذ عبدالعزيز الحقيل وبحضور المعنيين في المحافظة والمدن الصناعية وقد وعد معاليه سمو الأمير بأن مشروع ربط المدينة الصناعية بشبكة السكة الحديدية سوف يرى النور قريباً مع تكفل هيئة المدن الصناعية بإيجاد مساحات كافية لإنشاء المحطة والميناء الجاف وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
استكمال منظومة الخدمات
الأساسية المقدمة للصناعيين
وتمشياً مع ما سبق ونظراً للإقبال المتزايد من الصناعيين لإنشاء مصانعهم في المدينة الصناعية بالخرج فقط قامت الهيئة بطرح مشروع إعداد المخطط العام التفصيلي لكامل مساحة المدينة الصناعية البالغة 100 مليون متر مربع وكذلك إعداد التصاميم التفصيلية للمرحلة الثانية على مساحة 12 مليون متر مربع وذلك على عدد من المكاتب الاستشارية العالمية ذات السمعة المرموقة في هذا المجال ومن المتوقع التوقيع على هذا العقد خلال الربع الأول من العام القادم 1432هـ .
كما سعت الهيئة لاستكمال منظومة الخدمات الأساسية المقدمة للصناعيين داخل المدينة الصناعية ومنها خدمات المياه والصرف الصحي والصناعي والتي تم إعداد مستندات الطرح لها بصورة على درجة عالية من المهنية والكفاءة ومن المتوقع طرح المشروع للمنافسة بنظام حق الانتفاع (BOT) خلال النصف الأول من العام القادم 1432 هـ.
لقد استقبلت الهيئة أكثر من مائتين طلب من المصانع الراغبة في الاستثمار في المدينة وقد تم تخصيص ما يزيد عن 2 مليون متر مربع من الأراضي الصناعية لأكثر من 83 مصنعا حيث قام العديد من المستثمرين بالبدء في إنشاء مصانعهم في المدينة الصناعية وذلك على الرغم من أن المدينة الصناعية لازالت تحت الإنشاء ويبلغ عدد المصانع التي تحت الإنشاء حتى الآن 14 مصنعا باستثمارات تقارب المليار ريال منها مصنعين قد بدآ الإنتاج التجريبي.
لقد أكد سمو محافظ الخرج في أكثر من مناسبة بأن رؤيته لهذه المدينة الصناعية تتجاوز احتضانها للأنشطة الصناعية لتكون كذلك قاعدة صلبة لانطلاق التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة وليعم نفعها جميع مناطق المملكة نظراً لما تمتاز به من موقع إستراتيجي يؤهلها للعب هذا الدور، ولذلك تحظى هذه المدينة الصناعية بعنايته واهتمامه حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.