سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة

الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..

قرأت ما كتب في جريدتكم الموقرة بالعدد رقم 13867 بتاريخ 7-10-1431هـ في صفحة الرأي (الحبر الأخضر) للكاتب الدكتور عثمان بن صالح العامر تحت عنوان (العفو بصمت.. قرار راشد به الخلود والسمو في الدارين) تطرق الكاتب من خلال هذا المقال لسرد قصة واقعية مؤثرة حدثت في مدينة حائل قبل أيام حيث تحدث عن قصة عفو الأستاذ خالد بن راشد السامي عن قاتل ابنه راجياً الأجر والثواب ومقدماً صورة نبيلة من صور العفو عند المقدرة مبتغياً وجه الله عز وجل ليجزيه الأجر والثواب ويعوضه عن ثمرة فؤاده، وقد استشهد الكاتب بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على المبادرة والتسامح وعظم الأجر في هذه الأعمال الجليلة، وقد قامت جريدة الجزيرة مشكورة بتغطية هذا الحدث حيث ترجمت هذه الصورة الحقيقية عبر تغطياتها المميزة عندما تصافحت القلوب قبل الأيادي المباركة هذه الخطوة الطيبة لهذه الأسرة التي ضربت المثل الأعلى في التسامح، فقد كان العفو لوجه الله تعالى وطلباً لثوابه ولم يكن مقابل ذلك درهم ولا دينار.. وما ذكره الدكتور العامر غيض من فيض ومن كثرتها أصبح الإعلام قليل الإبراز لها مع أهميتها فهي أصبحت مواقف شائعة.. مواقف بطولية أكدوا بأنهم يضربون أروع الأمثلة في الصبر والعزيمة وقوة اليقين.. قال الله تعالى متحدثاً عن النفس البشرية {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ومن خلال عزيزتي الجزيرة أشكر كل هذه المساعي الإنسانية وأشكر رجال حائل الأوفياء الذين مروا بنفس التجربة الشيخ حمود بن نايل (ابن طوعان) والشيخ سعود الركاد والأمثلة كثيرة في مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة الذين دائماً يقدمون أفضل صور التلاحم والوفاء فجزاهم الله خير الجزاء ورحم من فقدوا رحمة واسعة، ونرجو أن تكون للمعفو عنه حياة جديدة مملوءة بالطاعة وأن تكون له ولغيره عبرة وعظة في ضبط النفس والصبر على المكاره وتحمّل الأذى والتعامل مع الجميع بروح التسامح والعفو والبعد كل البعد عن الغضب ومسبباته وعدم الاستهتار بهذه الأرواح الغالية علينا جميعاً وأود أن أشيد وأذكر بأن خلف هذه الأعمال الإنسانية العظيمة جهوداً حثيثة من ولاة الأمر حفظهم الله ومن أهل الخير الذين دائماً يقدمون صوراً مشرفة في تحقيق هذا التلاحم والتسامح ويباركون هذه الخطوات بمواساة حانية عرفاناً بهذا الصفح الجميل مقدرين لهذه الأنفس الزكية مواقفهم الرائعة التي يخلدها التاريخ وتكتب بأحرف من ذهب.

مقدراً للجميع تجاوبهم سلفاً ولجريدتنا العزيزة هذا التواصل الجميل والله يحفظكم ويرعاكم.

علي بن عوض باخريصه -أمين عام المجلس البلدي بحائل