(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلا) صدق الله العظيم.
فقدنا في الأسبوع الماضي عَلَماً بارزاً من أعلام الرياضة والإعلام الرياضي العربي، كرّس حياته لخدمة بلده ووطنه العربي الكبير.. فقدنا أخاً عزيزاً نقياً صادقاً في تعامله سامياً في أخلاقه كريماً في خصاله وشمائله.
فقد انتقل إلى رحمة الله رفيق الدرب الإعلامي الرياضي العربي الأخ الأستاذ عمر غويلة إثر عملية جراحية في القلب؛ فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم آله وذويه الصبر والسلوان.
إذا ذُكرت الرياضة العربية وإعلامها العربي ذُكر عمر بوصفه أحد فرسانها وسفرائها.. لم يقتصر عطاؤه وإخلاصه لبلده تونس الشقيقة فحسب، بل كان أبعد أفقاً وأوسع نشاطاً.. كان شخصية عربية ودولية.. عرفته منذ سنوات طويلة فلم يتغير أو يتبدل.. كان ذا مواقف ثابتة ورسالة عربية آمن بها وعمل وأخلص من أجلها.. إن مواقفه خير شاهد على وفائه لأمته، بل جعلته سفير الإعلام الرياضي العربي.. وقد عملنا سوياً فترات طويلة، وكنت قريباً منه، وأعلم كم كان دقيقاً مخلصاً في عمله.. وأستشهد بمواقفه تجاه المملكة؛ فقد كان محباً وفياً عمل بإخلاص.. وأذكر عندما حل ضيفاً في بطولة القارات التي استضافتها المملكة، وكنت المسؤول الإعلامي فيها، كانت مهمته مرافقة د. هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك مترجماً له، فلم يقتصر دوره على الترجمة أو أن يكون حلقة الوصل بين تلك الشخصية العالمية وسمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بل كان ذا رسالة إعلامية مخلصة للمملكة التي يعدها بلده الثاني؛ حيث نقل لذلك الضيف الكبير صورة مشرّفة لبلادنا؛ ما يؤكد غيرته على أمته العربية، فكيف بالمملكة التي أحبها وأهلها كما يحب بلده تونس.. لقد كان عمر غويلة جديراً بما حققه ووصل إليه رياضياً وإعلامياً محلياً وعربياً ودولياً.
كان - رحمه الله - ذا علاقة مميزة جداً في بلده الشقيق ومع الهيئات الدولية كاللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.. وقد وظّف تلك العلاقات لما فيه الخير لوطنه وأمته.. بل لخدمة الرياضة العربية وتطورها، وقد أسهم من خلال عضويته في العديد من اللجان بالرأي السديد الثاقب والفكر النيّر.. كان التواصل مستمراً مع الفقيد وآخره محادثتنا الهاتفية قبل أسابيع عدة وهو يحضر للمنتدى الإعلامي الرياضي مع أخينا الأستاذ محمد جميل عبدالقادر رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، الذي عُقد مؤخراً في تونس، وكنت حريصاً على حضور المنتدى لولا ظروف حالت دون ذلك.. ثم كان التواصل معه من خلال تبادل رسائل الجوال خلال عيد الأضحى المبارك.
لقد تركت وفاته المفاجئة - رحمه الله - رنة حزن وأسى لدى كل محبيه وعارفي مكانته ومَنْ تعامل معه؛ فلم يكن يعاني مشاكل صحية كبيرة - كما أعلم - لكنها إرادة الله ومشيئته وقضاؤه وقدره {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} صدق الله العظيم.
أسأل الله أن يغفر للفقيد الغالي ويعظم أجر ذويه وأسرته.. كان الله في عونهم ومعهم في هذا الظرف العصيب (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) صدق الله العظيم.
مستشار الرئيس العام لشؤون الشباب