تسعى المرحلة السادسة من ملتقيات برامج الابتعاث الذي تعده وتشرف عليه وزارة التعليم العالي ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث إلى استيعاب الكثير من الطلاب والطالبات من أجل بناء قاعدة تعليمية نابهة سنعتمد عليها في العقود القادمة.
وبما أن وزارة التعليم العالي معنية في هذا البرنامج ومسؤولة عن إنجاح كافة فعالياته فإنها تسعى وفق هذا التوجه إلى ترتيب آليات النظام المثالي المعمول فيه في حقل التحصيل الجامعي والدراسات العليا على المستوى العالمي، كما أنها -من خلال هذه اللقاءات- تستشعر أهمية أن يكون لهؤلاء المقبولين فرصة مناسبة للتعريف بماهية الابتعاث والإحاطة بواجبات المبتعث، واطلاعه على حقوق الجهات التي تسعى لاستقطابهم في العديد من الجامعات العريقة في دول العالم المتقدم بغية تحقيق الأهداف المأمولة في هذا المشروع التعليمي والإنساني المهم.
فتهيئة المقبولين في برنامج الابتعاث ضرورة ملحة وخطوة مهمة للتعريف بأهمية المرحلة المقبلة من أدائهم الدراسي إضافة إلى طَرقْ كافة السبل التي تسهل على هؤلاء الطلاب مهمتهم في التحصيل العلمي، ولا سيما أنهم سيتلقون هذا التحصيل خارج حدود الوطن، بل وبعيداً عن الأهل والأسرة، وأهم من هذا وذاك أن هذه التجربة تعد مرحلة مفصلية في بناء شخصية الطالب الذي يتطلب منه أن يكون أكثر وعياً في التعاطي مع المتغيرات التي ستطرأ على حياته في الجانب الاجتماعي والمحيط التعليمي الجديد.
فلا بد لوزارة التعليم العالي أن تكثف من عقد مثل هذه الملتقيات حول برنامج الابتعاث لعلها تكون أكثر أثراً في بناء شخصية المبتعث الجديد، كما تسعى إلى أن تكون الجهات المعنية بالابتعاث أكثر تفاعلاً مع الإشكالات التي اعترضت سبيل المبتعثين في المراحل الخمسة من هذا المشروع، لذلك نجدها تقدم بدأب الكثير من الحلول على نحو تقديم هذه البرامج التأهلية التي تهم المتقدمين والمتقدمات للابتعاث ومن أبرزها التعريف بالأنظمة التعليمية والقانونية في بلد الابتعاث.
فالتعريف بالأنظمة ومراعاة القوانين بالفعل ضرورة ملحة يجدر بالجميع الاعتناء بها والتعريف بأهميتها من خلال الواقع المعاش، حيث يمكن الاستفادة من تجارب من سبق من المبتعثين الذين عايشوا التجربة وتجاوزوها بنجاح، فحضورهم لمثل هذه الملتقيات مهم من أجل أن يكون الطالب الجديد على علم بهذه الخطوات، ليعرف في الغربة ماله من حقوق، وما عليه من واجبات تحتمها أنظمة وقوانين البلاد التي سيبتعث إلى جامعاتها من أجل التحصيل العلمي، وتمثيل وطنه بكل وعي، والتعريف بمنجزنا الإنساني ومكانة بلادنا وتاريخها الحضاري الضارب في القدم.