في الفترة الوجيزة الماضية التي لا تتجاوز الشهر رأينا من ولاة أمرنا الكرام العديد من الدروس وخلاصة التجارب التي يجب أن يقف عندها المواطن ويتأملها لما لها من أثر كبير في الاستقرار لكل من سكن وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، ومحبة ولاة الأمر أصحاب الأيادي البيضاء على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
فكل مواطن في هذا الوطن المعطاء يحمد الله على أن وفق هذه البلاد المقدسة بقادة يسيرون على خطى أسلافهم من الأئمة والحكام من آل سعود الكرام، من تحكيم شرع الله في كل شؤون الحياة وقد جعلوا مخافة الله نصب أعينهم، ثم السهر على راحة المواطن ورفاهيته واستقراره.
فمن هذه الدروس الكريمة والكبيرة درس الشفافية والصراحة مع المواطن والذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، فما أن ألم به عارض صحي حتى كان الديوان الملكي حاضرا مبلغا جميع المواطنين بالوصف الدقيق لحالته الصحية-حفظه الله وشفاه- وعن طريق معالي وزير الصحة الذي تحدث بكل وضوح عن حالة خادم الحرمين ليكون المواطن والمقيم في هذا البلد الكريم على علم بحالة مليكه المحبوب.
ثم تبع ذلك ظهوره الكريم الذي أسعد المواطنين جميعا، وأدخل البسمة والسعادة عليهم بأسلوبه الأبوي الصادق والذي طمأن الجميع على وضعه الصحي، ولما كان وضعه حفظه الله يستدعي أن يكمل الفحوصات في الخارج كان البيان من الديوان الملكي حاضرا ليضع المواطن في كامل تفاصيل الحدث ليقطع الطريق على تجار الفتنة ومروجي الشائعات والفتن. فكل أبناء هذا الشعب الكريم يسأل الله له الشفاء العاجل وأن يمتعه الله بالصحة والعافية ليبقى تاجا على رأس هذا الوطن الكريم.
والحمد لله لم تمر ساعات على سفره للعلاج حتى وصلتنا أسعد الأنباء بنجاح العملية التي أجريت لجلالته، وكل هذا من دعاء المسلمين في كل مكان ممن وصلهم نفع هذا البلد الكريم والكبير.
ودرس آخر استقيناه من ولاة الأمر في عودة أمير الكرم والجود سحابة الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وأمير الوفاء عاشق التاريخ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لهذا الوطن والتي أبهجت قلوبنا جميعا بعودة أمير الكرم من رحلة الراحة والاستجمام، وأمير الرياض من رحلة علاجية ناجحة بحمد الله وفضله وتوفيقه، ففي مثل هذه الأجواء نلمس جميعا حجم التلاحم بين ولاة الأمر والمواطنين بكل شرائحهم وحبهم الكبير لولي الأمر.
ومن الدروس المهمة التي خرجنا بها من ولاة الأمر في هذه الفترة الوجيزة أن العمل هو الذي يبين صاحبه وليس الكلام أو الشعارات الصحفية يؤكد هذا نجاح موسم حج هذا العام نجاحا غير مسبوق وفي ظل هذا العدد الكبير من حجاج الداخل والخارج حيث كان سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وسمو نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف ساهرين على راحة الحجيج يواصلون الليل بالنهار ليخرج هذا الموسم على خير وأن يعود جميع الحجاج إلى أوطانهم بحج مبرور وذنب مغفور بإذن الله، وأن لا ينشغلوا بأي أمر غير الحج.
ومن الدروس المهمة التي وجهها ولاة الأمر لنا في هذه الأيام ذلك الخطاب الراقي الذي يفوح بالوطنية من صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز طالبا من خادم الحرمين الشريفين قبول استقالته من العمل نائبا لرئيس الحرس الوطني بسبب ظروفه الصحية التي تمنعه من أداء العمل على الوجه الذي يأمله.
ومن الدروس المهمة لخادم الحرمين الشريفين تعيينه لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيسا للحرس الوطني ليضخ دماء جديدة وشابة في هذا الجهاز الحيوي المهم، وكلنا يعرف الأمير متعب وهو نجل خادم الحرمين الذي أخذ عن والده حب الوطن وعشق العمل والتفاني في خدمة المواطن.
حفظ الله لنا مليكنا المحبوب ورده سالما معافى، وأمد في عمره بالصحة والعافية، وحفظ لنا ولي عهده الكريم، وجعل ما أصابه كفارة له ورفعة، وأمد الله في عمر سمو النائب الثاني الذي تثبت الأيام أنه رجل الأمن الأول. ووفق الله صاحب السمو الملكي الأمير متعب في موقعه الجديد، ونفع به.