لا شك أن كل مواطن سعودي يملأ قلبه الغبطة والسرور، ويغمر فؤاده الفرح والحبور، بما من الله -تعالى- به على المملكة العربية السعودية من نعم تتوالى، ومناسبات جميلة تتابع، مما يستوجب علينا شكر الله -تعالى- على كريم نعمه، وفائض آلائه، فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر:
المناسبة الأولى: النجاح الباهر الذي تكللت به جهود المملكة في موسم هذا الحج الذي شهد رقماً قياسياً في عدد حجاج بيت الله الحرام من داخل المملكة وخارجها، وتزامن مع دخول خدمات جديدة لأول مرة في تاريخ مواسم الحج، ومنها: خدمة القطار السريع في المشاعر المقدسة، مما يدل دلالة قاطعة على ما وصل إليه الفكر السعودي من تطور علمي منقطع في إدارة أكبر تجمع بشري في العالم، يحتشد في وقت واحد، وزمن واحد في بقعة محددة المعالم، محدودة الحدود الجغرافية.
المناسبة الثانية: أن الله -تعالى- منَّ على السعوديين، والعرب، والمسلمين، والإنسانية جمعاء بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين، وملك الإنسانية، ورائد الحوار العالمي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- الذي دل اهتمام العالم كله بصحته وعافيته على مكانته العالمية، وتأثيره الكبير في مجريات الأحداث على الصعيد العالمي كله، فلا غرابة - إذا- أن تصنفه مجلة «فوريس» الأمريكية في المرتبة الثالثة ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم.
المناسبة الثالثة: عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض إلى أرض الوطن بكامل صحته وعافيته - أدامهما الله عليه-، وأطال بقاءه في خدمة دينه وأمته ووطنه، وإن اللسان ليعجز، وإن الكلمات لتقصر عن التعبير عن مشاعر الغبطة والسرور التي اجتاحت قلوب المواطنين بعامة، وأهالي الرياض بخاصة، بعودة الأمير المحبوب، ورجوعه سالماً معافى، مما يدل على المكانة العظيمة، والمنزلة الكبيرة التي يحتلها هذا الأمير الجليل في قلوب المواطنين، وأفئدتهم.ولا غرابة في ذلك فإن الجميع رأوا في هذا الأمير العظيم مثالاً فريداً للمسؤول المخلص، وأنموذجاً نادراً للقائد المحنك، فقد رأيناه يسهر لينام الناس، ويتعب ليرتاح المواطنون، ويبذل الغالي والنفيس من ماله، وجهده، ووقته، لينعم الوطن، ويعيش المواطن في أمن ورغد عيش، وقد كان من ثمرات جهوده، ونتائج أعماله الجليلة أن رأينا الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية من أكثر مدن العالم رقياً، وأسرعها نموا وتطوراً سواءً من حيث البنية التحتية، أو من حيث الطرق الواسعة، والشوارع الكبيرة، والميادين الفسيحة، والبنايات الشاهقة، والخدمات المتطورة، والمحافظة على نظافة البيئة، والرعاية الصحية، وغير ذلك، مما جعل الرياض الحبيبة في مصاف العواصم العالمية الكبرى. وهذا يدل على ما أعطاه الله لهذا الأمير الجليل من رجاحة عقل، ورسوخ في العلم، وعبقرية في التفكير والتخطيط، وإخلاص في العمل، وهذه الصفات القيادية وغيرها، اكتسبها من والده العبقري مؤسس المملكة، وموحد أرجائها، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- الذي ربى أبناءه الكرام على أن يكونوا جنوداً مخلصين في خدمة دينهم، وأمتهم، ووطنهم، ورعاية مواطنيهم، فهنيئاً لبلاد الحرمين الشريفين قيادتها الرشيدة، وهنيئاً للرياض وأهاليها بأميرهم المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أسبغ الله عليه ثوب الصحة والعافية، وأمده بالتوفيق والسداد، وأطال بقاءه في خدمة وطنه بعامة، وفي تطوير منطقة الرياض بخاصة، وأدام على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان، وحفظها من كل سوء ومكروه.
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية