عبر سنوات طويلة (من العمل في خدمة ديننا الحنيف، وإعلاء راية وطننا الغالي، والسهر على مصالح أبناء هذا الوطن، ورعاية شئونهم، والتواصل «اليومي» مع همومهم ومطالبهم، وطموحاتهم وآمالهم، والحرص على وضع بلادنا في طليعة الدول والمجتمعات الساعية إلى «استدامة» البناء والتطور والتقدم)، تشكلت علاقة متميزة وفريدة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأبناء شعبنا، بكافة شرائحه وفئاته الاجتماعية.
تشكلت هذه العلاقة، وتكونت، ونمت، لتصنع نسيجها «الخاص» و»المتفرد» من الحب والثقة و»التلامس» الوجداني، يوماً بعد يوم، ومن خلال الكثير من المواقف والتجارب «الإنسانية» و»الوجدانية» التي كان خادم الحرمين الشريفين فيها - ولا يزال - نعم الأب، والأخ، والجد، والصديق، لكل ابن من أبناء هذا الشعب الذي بادله حباً بحب، ووفاءً بوفاء، وبمصداقية من النادر أن نجدها في أي علاقة بين «حاكم» و»محكوم».
«ملامح» وصفات وجوانب وسمات «إنسانية» كثيرة، ومتعددة أحبها أبناء هذا الشعب في «شخصية» الملك / القائد، وربطتهم بهذا النموذج الفريد من «القيادة»، التي وضعت مصالح أبناء الوطن وشئونهم اليومية «أولوية» فوق كل الأولويات، واستهدفت دائماً تطوير حياتهم، وتقدم مجتمعهم، وتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، هماً يومياً يسهر عليه، لا ينشغل إلا به، ولا يعمل إلا له، كما قال في غير مناسبة، وأعلن في أكثر من مجال، وصدقه العمل، فصدقه أبناء شعبه، ولهذا أحبوه «من القلب»، ووضعوه اسماً وصورة في قلوبهم، اعترافاً بفضله وكريم مشاعره التي أعطاها لكل مواطن ومواطنة، تجسيداً عملياً في العديد من «القرارات» والأوامر الملكية الكريمة التي كان ل «الكل» نصيب منها، سواء بزيادة الرواتب والأجور، أو بتخفيض أسعار السلع الإستراتيجية والحيوية، ومنح إعانة الغلاء، وبناء المساكن للفقراء، والتيسير على محدودي الدخل في الكثير من المجالات، وبناء المدن الاقتصادية الجديدة، والعديد من المشروعات «العملاقة»، تحقيقاً للتنمية المتوازنة بين مختلف مناطق المملكة، وغيرها من «التوجهات» في كافة مجالات الحياة اليومية للمواطن السعودي والأسرة السعودية، فوق كل شبر من أرض الوطن. من هنا، كان شعور المجتمع السعودي كله ب «الحدث» الذي تفاعلت قلوبهم معه، يوم الخميس «الأبيض».
فقد أشرقت شمس الخميس الماضي بخبر «سار»، علت وجوه الشعب السعودي على أثره، الفرحة والسرور، ابتهاجاً بما حمله إليهم الخبر من بشرى، فأسرع «الجميع» إلى تبادل التهاني والتبريكات، ابتهاجاً بنجاح الجراحة التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي وسط هذه الجموع، وفي القلب منها تأتي شريحة رجال الأعمال، والقطاع الخاص الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين في طليعة القوى الاجتماعية البانية لتقدم هذا الوطن ورفعته، وإعلاء شأنه، ودفعه بالكثير من القرارات ليسهم في بناء الوطن، وتسريع مسيرته التنموية، بتشجيع الاستثمارات، وإصدار إستراتيجية الصناعة الوطنية، والكثير من المكرمات التي أتاحت لرجال الأعمال أن يسهموا في بناء الوطن.
في ظل هذه النظرة، نستطيع أن نرى ونراقب التفاعل الإنساني الحميم للسعوديين خاصة مع «الحدث» منذ اللحظة الأولى لبيان الديوان الملكي، حتى إعلان النبأ «السار» بنجاح الجراحة، حيث يترقب القطاع الخاص عودة الملك/ القائد بالسلامة، تحيطه رعاية الله جل وعلا، وحفظه، وتحيط به دعوات شعبه بالشفاء ودوام نعمة الصحة والعافية.
وفي ضوء هذه النظرة نفهم ونقدر وندرك العلاقة المتميزة بين الشعب السعودي وقيادته، حيث استبشر السعوديون بكافة شرائحهم وفئاتهم بالعودة الميمونة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -حفظهما الله- بعد أن منَّ الله عليهما بالشفاء، عقب رحلة علاجية ناجحة بإذن من الله سبحانه وتعالى.
إنه «الحب» الذي يميز العلاقة «التاريخية» بين القيادة السعودية وأبناء هذا الوطن، وهو نسيج تكون طيلة عقود من الزمن ونتاج ارتباط تاريخي ووحدة مؤزرة على مدى تأسيس هذه البلاد على يد -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.