إن نسبة مرض ارتفاع ضغط الدم التوتر المفرط (Hypertension) عند الإنسان في ارتفاع مستمر وذلك مع زيادة وطأة التوتر والقلق في حياتنا العصرية. لذلك ينصح بقياس ضغط الدم كل ستة أشهر خاصةً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر أو في حالات زيادة الوزن أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة.

ولكي نتعرف على مرض ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وكيفية السيطرة عليه بشكل أفضل كان لنا هذا الحوار مع الدكتور خالد اليوسف استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والحاصل على البورد الأمريكي والزمالة الكندية.

أهمية مرونة الشرايين لتنظيم مرور الدم

ما هو ضغط الدم؟

- تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.

مرض صامت

ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟

- أغلب مرضى ضغط الدم لا يشعرون بأية أعراض لذلك سمي بالقاتل الصامت أما بعضهم قد يشعرون بصداع أو بدوخة وتعب وتوتر وهذه الأعراض تنشأ أيضاً عن بعض الأمراض الأخرى لذلك لا يمكن معرفة ما إذا كان المريض مصابا بهذا المرض إلا بالفحص وقياس ضغط دم المريض.

مضاعفات عدم العلاج خطيرة ولا يمكن الشفاء منها

ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟

- إذا لم يتم معالجة ارتفاع ضغط دم المريض فإنه قد يشكو من مضاعفات تعتبر خطيرة ولا يمكن الشفاء منها في بعض الأحيان ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي الدماغ والكلى والقلب وذلك نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماماً إلى تلك الأعضاء.

تأثيره على القلب

وما هو تأثير المرض على القلب؟

- إن القلب لدى مرضى ضغط الدم لا يتلقى كمية كافية من الدم والأكسجين مما قد يحدث انسدادا في الشريان التاجي وبالتالي يشعر المريض بآلام في الصدروعند بذل أي مجهود قد يحدث للمريض نوبة قلبية، كما أن النقص المزمن في تروية القلب بالدم قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب.

الضغط المرتفع يؤدي إلى السكتة الدماغية

وماذا عن آثاره على الدماغ؟

- عندما تقل تروية منطقة الدماغ بالدم بسبب ضيق الشرايين ينتج عن ذلك نوبة تكون على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل أو قد ينشأ عنها شلل في الطرفين العلوي والسفلي من أحد الجانبين، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ أو بسبب تكون جلطة في الدماغ مما يؤدي إلى توقف مؤقت أو دائم في وصول الدم إلى الدماغ وتكوّن انتفاخ حول هذه الخلايا مما يتسبب أيضاً في التأثير على وظائف الدماغ وبالتالي دخول المريض في غيبوبة وفي معظم الأحيان حدوث الوفاة.

تراكم المواد السامة في الدم

وهل للضغط المرتفع آثار أخرى؟

- نعم فإنه يؤثر على عضو الكلى فعندما تقل التروية الدموية للكلى نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن وحدات الكلية تتأثر فتبدأ قابليتها لإزالة الفضلات والسموم تنخفض (القصور الكلوي) وبالتالي فإن المواد السامة تتراكم في الدم.

تخطيط ECG والأشعة والتحاليل لتشخيص سليم

وكيف يتم تشخيص المرض؟

- يتم التشخيص من خلال التاريخ الصحي والفحص السريري و قياس ضغط الدم، حيث يتم متابعه ضغط الدم إذا كان يساوي 90/140 ملم زئبق أو أكثر، من خلال ثلاث زيارات. كما يجب إجراء تخطيط كهربة القلب ECG وصورة أشعة للصدر X-Ray، وتحاليل الدم CBC ونسبة الدهون الثلاثية والكولستيرول بنوعيه (الجيد و السيء). وإجراء تحاليل الدم للكشف عن أمراض الغدد الصماء وأنزيمات الكلية والكبد والقلب.

تأخير العلاج قد يؤدي للوفاة

وماذا يحدث لو لم يتم تشخيص المرض وعلاجه؟

- الأشخاص الذين لم يُعالجوا من ارتفاع ضغط الدم لديهم لن يعيشوا فترة أطول من أصحاب الضغط الدموي العادي لذلك وجب التركيز على أهمية السيطرة على ضغط المريض لوقايته من المضاعفات الخطيرة التي قد يحدثها.

ضرورة اتباع ارشادات الطبيب

ما هو العلاج؟

- إن علاج مرض ارتفاع ضغط الدم قد يكون طويل الأمد أو إن صح التعبير أبدياً وذلك لأن العلاج بالعقاقير لا يشفي المرض ولكن يسيطر عليه وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جداً وهو الذي يحدد ما يناسب كل حالة.