نسعد في (مدارات شعبية) بكوكبة -قادمة- رائعة من الشعراء الشباب الشعبيين السعوديين المتسلحين بالعلم والمعرفة في مضمار الشعر مما يعكس إيمانهم بدور الشاعر المثقف الحقيقي الذي يمتد دوره لكل جوانب الحياة انطلاقاً من أن الشاعر يؤثر ويتأثر، وما أشرت إليه ينفي تهمة التهافت على الضوء من قبل الشعراء الشباب - وهي تهمة لطالما أطلقت على البعض وألصقت بالبريء منهم ظلماً وبهتاناً - فعن واقع تجربة وبحكم ما ألمسه عن قرب في تعاملي مع شريحة كبيرة من الشعراء الشباب في تعاملهم مع منبر صحيفة (الجزيرة) متمثلة بمدارات شعبية بحكم اختصاصها بالشعر الشعبي أجد نفسي أتعامل مع نوعية رائعة قادمة تحرص على مخزونها اللغوي، وتنوع مشاربها الثقافية، واختزالها لكل تجارب من سبقوهم بل لا أبالغ إن قلت إن كثيرين (اعتبروا من تجربة من أحرقهم الضوء وكشف ضحالة مواطن ضعف قصائد بعض ممن سبقوهم)، ولأن الضوء يكشف الظلام فقد حرصوا ألا يقدموا أنفسهم للمتلقي إلا بشكل مميز يجعل ذائقته الرفيعة تنصف حضورهم لأنهم سيكونون جديرين بالإبهار - آنذاك- قياساً بما في جعبتهم من إبداع، وفي نظرتهم هذه احترام لمواهبهم وللآخرين وهذا ينم عن وعي الشاعر الشاب السعودي الذي سيسهم يوماً ما في الحراك الثقافي الأدبي بقوة، ويكون مشرفاً للمشهد الثقافي السعودي في حضوره، وفي (مدارات شعبية) نراهن على أسماء متميزة قادمة لأن (صحيفة الجزيرة كانت وما زالت منبع الإبداع والمبدعين) والشواهد والأدلة أكبر من التوثيق النمطي التقليدي.
وقفة للشيخ راكان بن حثلين:
من زان حنّا له على الزين خلاّن
وضٌرَّ اليا حرك تزايد سعيره
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره