خلال سنوات عمري الخمس والستين سنة الماضية لم أرتبط بالإعلام ارتباطاً ذا صلة إلا من خلال نافذتي على العالم إذاعة القرآن الكريم، فمن خلالها أسمع التلاوات العطرة والأحاديث النبوية الشريفة والفتاوى المفيدة من لدن علمائنا الأفاضل جزاهم الله خير الجزاء، ويتخلل ذلك استماعي لنشرات الأخبار التي أحرص عليها كثيراً فقط لأطمئن على أوضاع البلاد وعلى صحة قادتها أطال الله بقاءهم.
هذه النافذة هي المصدر الوحيد للاطلاع على مجريات أحداث العالم، والتي قد لا يهمني منها إلا ما يتصل بالإسلام والمسلمين وأحوالهم والدعاء لهم ما استطعت. ولقد تألمت كثيراً عند سماعي نبأ الوعكة الصحية التي ألمت بقائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين شفاه الله، فبت أتسنح مجيء موعد نشرة الأخبار لأعرف عن وضعه الصحي عافاه الله. ويعلم الله وهو الشاهد على ما أقول لقد آلمني أمر صحته حفظه الله، وحزنت عليه، وابتهلت إلى مولاي أن يعيده إلينا سالماً معافى. فلجيل شعب مثلي عاش ما عاش قبل هذه الحقبة المباركة يحق له أن يقلق على قادته الذين حكموا البلاد بكتاب الله وسنة رسوله، وأقاموا فيها الصلاة وأمروا فيها بالمعروف ونهوا فيها عن المنكر. لقد آلمنا أمر صحتك يا خادم الله الحرمين، ودعينا الله الذي يرانا مبتهلين لك بالشفاء والعافية، لا نرجو من ذلك درهماً ولا ديناراً، ولكن نرجو بذلك رحمة أرحم الراحمين أن يمنّ عليك بالشفاء لتشفى معك بلادنا. ففي حفظ الملِك حفظاً للمُلك، وأنّى لشعب السعادة والرخاء وهو لم يهتم لشأن من شؤون ملوكه، الذين بهم بعد الله تثبت أركان الملك، وتطمئن الأنفس على ذاتها وممتلكاتها، وتقام بهم حدود الله على أرضه.
فاللهم إنا نسألك الشفاء العاجل لخادم بيتيك الشريفين، اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية يا أكرم الأكرمين ورده لبلاده وشعبه سالماً غانماً يا أرحم الراحمين.
بريدة