Tuesday  30/11/2010 Issue 13942

الثلاثاء 24 ذو الحجة 1431  العدد  13942

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

سبق أن كتبت عن هذا الموضوع وقلت إن الشيطان حريص على أن يضل بني آدم كما في الآيات والأحاديث ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ?فإذا اجتهد المسلم وأقام الصلاة ووقف بين يدي ربه جاءه إبليس ليفسد عليه صلاته، ويذكّره بأشياء، ويشغله عن صلاته، وصدق الله العظيم ?الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ?، وصدق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم».

ووعظنا رجل فاضل في مسجد الحي قائلاً: انظروا إلى مواضع سجودكم تسلموا من وساوس الشيطان (وخربشته) و(نقرشته)، وقد جربت هذه الطريقة واستفدت منها، فلعلكم تحاولون ذلك.

الطريقة الأخرى للبُعد عن الوسوسة تغميض العينين؛ فهذا يحول دون الوسوسة، ولكن سمعت مَنْ ينهى عن ذلك لأنها عادة أصحاب إحدى الديانات، أي أنها تقليد لهم، وأرى أننا نفعل ذلك لنبعد عنا الشيطان ووساوسه، ولا علاقة لنا بتقليدهم، فما رأي علمائنا في ذلك؟

حركات في الصلاة

أنصح نفسي وإخواني بعدم الحركات في الصلاة، كتسوية طرفي الغترة أو الشماغ بعد كل رفع من ركوع أو سجود أي ثماني مرات في الصلاة الرباعية، بل أكثر من ذلك بتسويتهما في الجلوس للتشهد، وكذلك جر أسفل الشماغ الخلفي بين فترة وأخرى.

من آداب المسلم

في الصلاة وفي غيرها، (وفي الصلاة آكد): قفل الفم عند التثاؤب عملاً بحديث المصطفى «إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع، فإن غلبه فليضع يده على فيه، فإنه إذا قال (ها) ضحك منه الشيطان».

ومن آداب المسلم التخمير الذي هو وضع اليد أو طرف الغترة أو الشماغ على الفم بعد العطاس لمنع انتشار الرذاذ على مَنْ حوله أو على ما حوله.

وقد أكد الأطباء أن الرذاذ يعدي من مسافة اثني عشر متراً، وهذا في الصلاة وفي غيرها، وهو في الصلاة آكد.

إخواني المصلين

أرجو عدم تكويم الأحذية في مداخل المساجد؛ لأن هذا يؤذي المصلين، ويعرقل سيرهم، ويشوّه المكان، ويدل على عدم احترام بيوت الله.

وقد عمد أحد المأمومين - جزاه الله خيراً - إلى وضع حاجز من الطوب، وفرش ما بداخله، ورجا المصلين وضع أحذيتهم في الرفوف المعدة، فإن لم يمكن فخارج الفرشة وخارج حاجز الطوب، وما زال المشروع صامداً رغم بعض التجاوزات القليلة. أما في مسجد آخر قريب من ذلك المأموم فقد عمد مأموم آخر إلى إزالة كل ذلك فأصبحت الأحذية تكوم عند باب المسجد وتؤذي المصلين وتعرقل سيرهم، وذلك المأموم (الظريف) يتفرج.

وإني أدعو إخواني إلى عدم تكويم نعالهم ليس في أبواب المساجد فقط بل في أبواب المجالس (كل المجالس)، وهذا رأيي ورأي الشيخ إبراهيم بن عبدالله الناصر (أبي عمر) ورأي بعض الناس.

كما أدعوهم إلى عدم تخطي رقاب المصلين بل الانتظار حتى يجدوا فرجة مناسبة.

للسلام طريقتان

ويجر الحديث إلى الطريقة القديمة للسلام، وهي أن يعمد القادم على مجلس مكتظ بالناس إلى السلام عليهم واحداً واحداً، وهو لا يعرف منهم إلا واحداً أو اثنين، وبعد أن يجلسوا يأتي آخر ثم آخر وهكذا، ويكون دأبهم القيام والقعود.

أما الطريقة (الحديثة) والمريحة فهي أن يسلم القادم قائلاً (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) صباح الخير أو مساء الخير ثم يجلس حيث انتهى به المجلس.

وهذه طريقة أبي محمد عبدالرحمن بن محمد بن عليق، وأبي عبدالله وقيس محمد بن عبدالله الحمدان ومن يرى رأيهما ويفعل فعلهما، وبحمد الله وجدت هذه الطريقة تأييداً وتشجيعاً ومؤازرة من البعض الذين وجدوا فيها راحة، إضافة إلى عدم انقطاع المحاضرة أو الحديث كما تسببه الطريقة الأولى.

هذه الطريقة ليست جديدة

وليست هذه الطريقة الثانية حديثة بمعنى الكلمة إلا عند بعض الناس الذين لم يتعودوا عليها، ففي جنوب المملكة وفي مناطق أخرى يقف القادم أمام الحاضرين ويقول بصوت يسمعونه (السلام تحية) أو (السلام نظر) أو عبارات أخرى قريبة ثم يجلس، وفي هذه الحالة يريح ويستريح.

وكما أسلفت فقد ارتاح للطريقة الثانية بعضهم.

طريقة سيئة

وثمة طريقة أخرى سيئة للسلام، وهي حين يمر المسلم على هؤلاء القوم واحداً واحداً يسلم على مَنْ يعرفه بحفاوة، أما من رآه وهو مقبل قبل الوصول إليه ووجد أنه لا يعرفه فإنه يمد يده إليه ونظره إلى من بعده، وفي هذا إهانة للمسلَّم عليه؛ إذ المفروض أن ينظر إليه ولا يكتفي بمد يده وهو (مومي) أي متجه بسرعة إلى مَنْ بعده.

وقد أبديت هذه الملحوظة لبعض الأصدقاء ولمن حولي فأيدوني على سوئها ومنافاتها للذوق والأخلاق والآداب.

طريقتي في التعامل معها

وصدقوني أنني أصبحت أمسك بيد هذا الذي يمد يده ونظره مصوّب إلى طريقه وإلى من بعدي ليعامله بالطريقة نفسها، أمسك يده ولا أفكها حتى ينظر إليّ، وبعضهم يستغرب تلك المسكة (اللولبية). وفق الله الجميع لكل خير.

رسائل بدون أسماء

التقنية الحديثة فيها الخير الكثير والراحة للناس، ولكن بعض الناس استغلها أسوأ استغلال، والأمثلة كثيرة، فالرسائل أسموها (ظلماً وعدواناً) مسجات؛ ففي الإذاعة والتلفزيونات (المرنانات!) لا تسمع كلمة رسالة أو رسائل بل (مسجات).

وأسوأ من ذلك حين يرسل لك أحدهم رسالة تهنئة أو نحوها عارية من الاسم، وأحياناً عارية من الاسم والرقم، وهذا - في رأيي - خطأ كبير؛ فالمتلقي الذي يجد الرسالة بدون اسم مرسلها كيف يعرف من أرسلها؟ وحتى لو شحذ ذاكرته ورجاها إسعافه باسم من أرسل الرسالة فلن تفعل، فيا أيها المرسلون اكتبوا أسماءكم على الرسائل رحمة بمن ترسلون لهم.

وهذه الملحوظة أبداها لي بعض الإخوة، وأذكر منهم د. وليد بن إبراهيم المهوس الذي رجا الكتابة عنها.

أيها الإخوة، أيها القراء، احترموا اللغة العربية لغة القرآن الكريم وقولوا رسالة بدلاً من مسج.

كاشير وكاشيرة

دأب كثير من المواطنين والمقيمين على حب استعمال الكلمات الأجنبية رغم سوئها، وترك الكلمات العربية الحسنة السهلة الجميلة، وذلك مثل مسج وكورنيش وأوكي وأضرابها (بفتح الهمزة).

وآخر ما أتحفنا به هؤلاء وغزونا به كلمة كاشير وكاشيرة بدلاً من أمين صندوق أو محاسب وأمينة صندوق أو محاسبة، حتى العلماء والمثقفون تبعوا العامة في استعمال (كاشير وكاشيرة) بدلاً من محاسب ومحاسبة.

والكلمة يا سادة سيئة من نواح عدة، أهمها: العدول عن اللغة العربية الجميلة (لغة القرآن الكريم) إلى اللغة الأجنبية، ثم إن الكشرة تعني عند العامة الفم المفتوح فيقولون فلان فاق كشرته أي فاتح فاه (كالجمل) ومنه (افتح اثمك يرزقك الله) بكسر الثاء، وسأرجع لكتاب الشيخ محمد بن ناصر العبودي (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) لأرى ما هي (الكشرة)(1).

وأنصح إخواني الكتّاب وغيرهم بنبذ هذه الكلمة مطلقاً (بتاتاً) واستعمال محاسب ومحاسبة.

ومن سوء هذه الكلمة أن جمع كاشيرة للمرأة كاشيرات (على رأيهم) فما هو يا ترى جمع كاشير للرجل، هل هو كاشيرون أو كاشيرين أو مكشرين أو مكشوشرين؟

نسيت أن أقول إن المكشر هو العابس والعبوس والمقطب لجبينه والمكفهر والزعلان والعصبي والمعصب، هل يكفي هذا لنبذ هذه؟

واسمحوا لي أن أروي لكم هذه الطرفة: فقد تزوج عصبيّ من عصبيّة، فلما حملت وحان وقت ولادتها أحضروا لها طبيبة تتولى العناية بها، فأخرج المولود رأسه ونظر للطبيبة وقال بصوت مرتفع أجش يشبه صوت مَنْ يقول (أهم الأنباء) من إحدى القنوات الفضائية، قال المولود موجهاً حديثه للطبيبة «انقلعي أباطلع لحالي»، ولولا خشية الإطالة لأوردت لكم طرائف العصبيين: راكب الحمار، ومن سيخيط ثوباً، ومن سيتزوج، وصاحب (الهيب) الذي دعاه الأستاذ ناصر المسيميري (الهيم) وهو أكبر من العتلة يستخدم لحفر الآبار الصخرية قبل المعدات الحديثة. والسلام ختام.

(1) رجعت للكتاب ذي المجلدات الثلاثة عشرة، الذي أخرجته (مشكورة) مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في طباعة فاخرة وفي ورق خفيف لطيف ظريف، ليس ناصع البياض الذي يؤذي العينين، فوجدت في مادة (كشر) في المجلد الحادي عشر، الصفحات 105-108، ذكر المؤلف (حفظه الله ووفقه لإخراج ما لديه من درر) أن الكشرة هي مقدمة فم الإنسان وأطراف شفتيه، شخص مكشر أي مقطب، وفلان كشرته كبيرة أي شفتاه غليظتان، ونقول فلان مكشر وياشين كشرته، وطعام مكشَّر (بفتح الشين المشددة) مكشوف، معرض للذباب (واللواحيس)، وتمر كاشر ذهب بريقه، وتغير لونه بسبب تركه دون غطاء.

ونقل الشيخ العبودي في هذه الصفحات عن الليث، والجاحظ، وابن منظور، وابن سيدة، والصغاني، كما أورد أبياتاً من الشعر الفصيح والعامي حول هذه الكلمة التي (طاح) فيها الناس وأعجبوا بها أيما إعجاب رغم سوئها.

الرياض - البير-

najd_78@yahoo.com
 

الوسوسة في الصلاة
محمد بن عبدالله الحمدان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة