|
واشنطن - عواصم - وكالات :
تثير 250 ألف وثيقة دبلوماسية أميركية قام موقع ويكيليكس بكشفها، استياءً في الأوساط الرسمية في العالم بما في ذلك واشنطن.. حيث وصف البيت الأبيض نشرها «بالجريمة الخطيرة».. وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس إن ويكيليكس والذين ينشرون هذه المعلومات «مجرمون»، معتبراً أن هذه التسريبات تشكِّل «انتهاكات خطيرة للقانون وتهديداً خطيراً للذين يقودون ويساعدون سياستنا الخارجية».
من جهتها، رأت هيلاري كلينتون في نشر الوثائق «هجوماً على الأسرة الدولية».. وكانت كلينتون تحدثت قبل ذلك إلى نظيرها التركي أحمد داود أوغلو الذي وصفه دبلوماسيون أميركيون في أنقرة في مذكرات بأنه رجل «بالغ الخطورة». وغادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين واشنطن للقيام بجولة دولية تهدف إلى طمأنة الحلفاء بأن واشنطن تبقى شريكاً يحظى بمصداقية رغم تسريب البرقيات الدبلوماسية الأميركية.
وستلتقي كلينتون نظراءها من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 54 عضواً في قمة تعقد في كازاخستان قبل أن تزور أوزبكستان والبحرين لإجراء محادثات مع قادة هاتين الدولتين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن كلينتون وداود أوغلو «ناقشا خلال اللقاء مشكلة ويكيليكس ووزير الخارجية عبر عن تقديره للتعليقات المباشرة والصريحة التي أدلت بها وزيرة الخارجية». وانتقد شركاء واشنطن الاثنين نشر الوثائق.. ورأت فرنسا أنها عملية «متعمدة ولا مسؤولة» بينما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني إنه يخشى «11 أيلول - سبتمبر للدبلوماسية العالمية».
وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي شبه في مذكرة بأدولف هتلر، إن هذه الوثائق «لا قيمة لها» معتبراً أن نشر هذه الوثائق «يندرج في إطار حرب معلومات» ضد طهران، تديرها الولايات المتحدة. من جهته أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أن «هذه الحماقات» لن تؤثر على العلاقات الأميركية - الألمانية.. بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن لندن «ستواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة».. وقالت أفغانستان أيضاً إن علاقاتها مع واشنطن لن تتضرر على الرغم من الوثائق التي وصفت الرئيس حميد كرزاي بأنه «ضعيف» وشقيقه أحمد والي بأنه من زعماء تهريب المخدرات الفاسدين.. وفي الولايات المتحدة يدور الحل حول محورين هما الملاحقات القضائية ومنع تسريبات جديدة. وذكر وزير العدل الأميركي إيريك هولدر بأن «تحقيقاً جزائياً يجري ولسنا حالياً في موقع يسمح لنا بإعطاء النتائج».. وأعلن البيت الأبيض أنه أمر بمراجعة إجراءات الأمن لمنع تسريبات جديدة.. وفي أميركا اللاتينية، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وزيرة الخارجية الأميركية إلى الاستقالة، معتبراً أن هذه الخطوة هي أقل شيء يمكنها أن تفعله.. وأكدت حليفته الأكوادور أنها مستعدة لاستضافة مؤسس ويكيليكس.