جاءت متوشحة رداءها الأبيض.. وكلما فقدت فارسها على صهوة جوادها.. تكهل قوامها وهي تقول: لا أدري مابي اليوم .. أهي آهات زمن كاحل غض.. أم هو أنين لمن تعودنا مأمنه، فافتقدنا أنسته..
قالت لي الرياض: واغبرة الرمال تتطاير في جنباتها من وحشة الليل إني متعبة.. وأطراف ردائي تتآكل من شدة الرياح.. وصليل الصوت يزعجني..
جبالي صامتة.. غاب عنها قريع المشي..
نعم إنها الوحشة من الوحدة مع الذات..
تقول.. إنه سرادق ليل.. يطعنني بظلمته.. وأضلعي ترتجف وحشته ..
قالت الرياض.. أدرك مآمن المساء.. وفجوة فجر يغض أطرافه عني كلما غادرني النهار؟
تقول لا أدري مابي اليوم أهو نشوز العظام.. وجماجم الزمن الغابر أصابني..
أأنا عتيقة التاريخ.. لترجع بي ذاكرتي إلى تلك المطايا تدوسني.. وعلى ظهرها التاريخ .. آذاكرتي تعيدني لمجد الفتى عبدالعزيز.. يسمعني ركض جواده العاشق للتوحيد والنصر..
هكذا أنا الرياض.. تحوفني الغيرة والخوف من صوت الجريد إذا هزته الرياح.. انقبض قلبي.. وعطشت أرضي..
فمن لي قد يؤنس وحشتي غير سلمان..
إن غاب عني توحشت أطرافي.. وتعبت منابتي.. وتاه خريفي.. وإن حل في سمائي زهرت روائحي وأغصاني..
إنه المجد حينما يرفو على القلب بهدوء..
سلمان.. بعدّت وقلبي عليك موجع.. أتساءل مابي اليوم وكل يوم.. تجيبني أضلعي فترد على عصارة الخوف فيهتف لها قلبي..
سلمان ..قربت ودنوت مني لتوشّحني ردائي المترف.. وتعيد لي خيوطه..
يدك حق.. وقلبك طهر.. نصير مظلوم وفارس مجد..
إذا من يؤنس الرياض بهيبته إن غاب عنها..
إن حللت عليه قدر منبتك.. وإن جافيته سأل عنك.. فإن تصافحت معه تبسم بالتواضع.
طهور تطهّر به قوامك.. فلا بأس عليك وخطاك السوء..
.. أنت الوقار والهيبة.. أميرنا المحبوب وأمير الرياض سلمان بن عبد العزيز.. دام عزك..
(*) إعلامي