استبشر منسوبو الحرس الوطني خيراً بأمر خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير الجميع متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً للحرس الوطني وعضواً بمجلس الوزراء وزير دولة، وهو أهل لها وما ذلك الأمر الملكي الكريم إلا هدية ثمينة قدمها مقام الملك المفدى لمنسوبي الحرس الوطني
الذي بدأ سموه معهم مسيرة حياته العملية المتوهجة بالولاء والسمع والطاعة عاملاً بكل جد وإخلاص ساعياً لتطوير وحدات الحرس الوطني وتأهيل منسوبيه على أحدث الأجهزة الفنية وتدريبهم على آخر ما توصل إليه العالم من أساليب قتالية ومهارات تدريبية وتوفير المعدات العسكرية ذات التقنية العالية وظل سموه في الميدان مع زملائه وأبنائه منسوبي الحرس الوطني ماضيا بهم بكل ثقة وعزيمة إلى قمم النجاح، وعلى نهج والده بقي متلمساً احتياجاتهم واقفاً معهم في السراء والضراء وما هذه الدنيا إلا ميدان كبير يعيش فيه الإنسان منذ أول صرخة له في الحياة وحتى آخر نفس تخرج معه روحه ومع تعاقب الليالي وتداول الأيام يظل الإنسان في صراع دائم ومستمر مع الحياة يتعرض للكثير من الحوادث والتغيرات ويعيش العديد من الأحداث والتحولات وبين هذه وتلك ابتسامات فرح وسرور ودموع ألم وحزن... وعند مفترق الطرق وفي أحلك الظروف وأصعب اللحظات تعرف المعدن الطيب للأوفياء الذين منحوك الوفاء بإنسانيتهم النبيلة فلا يملك الإنسان شيئاً يعبر به عن مشاعره التي خالجت أحاسيس نفسه إلا صادق الدعاء أن يفرج الله هم من وقف معه وساعده وأن يوفقه في الدنيا والآخرة... إنني هذه المرة أجد نفسي تعيش حالة من الفرح وأخرى من الفخر والاعتزاز وصادق الدعاء يحمل تاج الشكر والتقدير ووسام الاعتراف بالمعروف وعلى ألحان المجد والعطاء عزفت حروفي سمفونية الوفاء وعلى سكة السطور سارت مشاعري الجياشة في مواكب الكلمات يدفعها نبض قلبي ويحركها ضمير نفسي ومن هنا من مملكة الحب يشرق نور للإنسانية يشع سنا ضوئه أرجاء المعمورة ليمنح الناس الخير والأمن والإيمان... وتستمر عجلة الحياة ويكبر الميدان وتتعاقب الليالي وتدور الأيام وكل لحظة لنا مع الحياة معركة ساقها القدر أو صنعتها الأحداث وللرجال معنا وقفات شريفة عنوانها النخوة والجود والكرم كان حقاً ولزاماً علينا أن نقف أمامها احتراماً وإجلالاً وإكباراً لهؤلاء الرجال الأوفياء الذين كان لوجودهم بيننا الأثر الكبير على حياتنا وكل ما فيه سعادتنا وراحتنا واستقرارنا ولا أخفيكم أني قد وقفت أمام هذا الموضوع مرات كثيرة لأن نفسي ومشاعري وضميري وقلمي يقفون جميعاً أمام مسئولية كبيرة وموقف عظيم ورجل كريم وكل ذلك يحتاج إلى المزيد من التفكير الهادئ والتعبير الصادق الذي يخرج من القلب للقلب لأني هنا لن أتحدث عن شخصية عادية أو موقف غريب بل سيكون حديثي كما رأيتم من عنوان مقالي هذا عن رجل شهم أصيل وفارس نبيل ابن ملك كريم من نسل الكرام ذلكم هو صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني الذي أكرمني بموقفه الإنساني الكبير الذي لا أنساه وفرج عني وأهل بيتي واحدة من أعظم كرب الدنيا أسأل الله تعالى أن يفرج عنه كرب يوم القيامة. ولكم أن تتخيلوا هذا المشهد فتلك والدتي الغالية التي لازالت دموعها جارية وجراحها غائرة حزناً وألماً على فراق والدي -رحمه الله- الذي توفي قبل عام وزوجة والدي الثانية التي تعاني من حالة نفسية سيئة جداً وأطفال قُصّر لم يبلغوا سن الرشد أو عمي الوحيد ذلك الرجل الطاعن في السن والذي تجاوز خريفه التسعون وهو لم يفرح وزوجته بما رزقهم الله به من أولاد فقد أخذ الله أمانته وتركهم يصارعون الحياة حتى يأتي أجل الله وهؤلاء إخوة وأخوات لازالوا على مقاعد الدراسة في مختلف مراحل التعليم العام والمستويات الجامعية وكل هؤلاء جميعاً يقوم بخدمتهم بعد وفاة والدي -رحمه الله- شخص واحد رغم التزاماته العملية ومسئولياته الأسرية فتجده يتابع أحوالهم ويتتبع كل ما يحتاجونه ذلكم هو أخي ((علي)) الذي تعرض لحادث سقوط نتج عنه بداية شلل رباعي توقفت فيه الأطراف عن الحركة اتضح فيما بعد أن الفقرة الأولى من الرقبة تعرضت لكسر وأن هناك ضغط شديد على الحبل الشوكي والحالة تستدعي سرعة إجراء عمليتين جراحيتين في أقرب وقت لرفع الضغط عن الحبل الشوكي وأنها معقدة وصعبة ولا يتم إجرائها إلا في أكبر المستشفيات العالمية وعلى أيدي أمهر الأخصائيين ومن أفضل المستشفيات داخلياً مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بالرياض.. وهنا ولدت لدي فكرة وتولدت معها قناعة كبيرة أن الفرج قد اقترب وأن مع العسر يسرا وبما أني أحد منسوبي الحرس الوطني تقدمت بطلبي لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني وعضو مجلس الوزراء ووزير الدولة طالباً من الله ثم من سموه الكريم الأمر بعلاج أخي (علي) في مدينة الملك عبد العزيز الطبية وما هي إلا ساعات قليلة حتى صدرت توجيهاته وفقه الله بسرعة إنهاء إجراءات المريض ومعالجته في أسرع وقت ويشهد الله على كلامي أنه في أقل من ساعة من صدور توجيهاته -وفقه الله- تم إنهاء إجراءات فتح الملف للمريض وبعد الاطلاع على التقارير والإشاعات الطبية تقرر إجراء العملية التي امتدت لاثنتي عشرة ساعة كنا حينها على أعصابنا من السابعة صباحاً وحتى الثامنة والنصف مساءً وبدأت الأفكار والوساوس تهاجمنا ونحن بذكر الله والدعاء نقاومها حتى جاء الخبر اليقين ومعه جاء الفرج والفرح والسرور والانشراح... العملية نجحت وحالة المريض مستقرة لم نتمالك أنفسنا ومشاعرنا ودموعنا رفعنا أيادينا حمداً لله وله سجدنا شاكرين على توفيقه واليوم ولله الحمد خرج المريض سالماً معافى من المستشفى بعد أن خضع لبرنامج التأهيل الطبي كل الشكر والتقدير لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني الذي لا نملك له مكافأة لرد ديننا له إلا الدعاء.
*لواء الأمن الخاص الأول بالحرس الوطني بالرياض