نحن الآن أمام عهد جديد للحرس الوطني بقيادة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الرجل الذي أمضى جل حياته بين وحدات وأولوية وقيادات الحرس الوطني منذ تخرجه في كلية ساند هيرست عام 1390هـ وقد عمل في المدارس العسكرية كبيراً للمدربين ثم مساعداً لقائد المدرسة العسكرية بمدارس الحرس الوطني..

.. ثم عين قائداً للمدرسة العسكرية حتى تحولت إلى كلية ثم عمل نائباً لرئيس الجهاز العسكري ثم تولى قيادة الجهاز العسكري لفترة طويلة، عين بعد ذلك نائب لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية حتى صدور الأمر الملكي بتوليه قيادة الحرس الوطني، وقد كان له الريادة في كثير من مشاريع الحرس الوطني المهمة. أخذ على عاتقه التخطيط لإنشاء أكاديمية عسكرية على أعلى مستوى نتج عن هذا التخطيط افتتاح كلية الملك خالد العسكرية عام 1403هـ وتولى قيادتها والإشراف عليها منذ افتتاحها وحتى عام 1431هـ، وقد جعلها في مصاف الأكاديميات العسكرية العالمية للمحتوى الراقي لمنهجها الأكاديمي والعسكري وأسس مجلتها الأكاديمية العسكرية التي تعنى بالدراسات والبحوث العسكرية بأسلوب احترافي مميز وهي مجلة محكمة تعتبر مرجعا للبحوث العسكرية فضلاً عن قيادته لكثير من التمارين التعبوية السنوية للحرس الوطني.

ثم كان لمجهوده الرائع في التفكير في إنشاء (كلية قيادة وأركان) لضباط الحرس الوطني وهي الكلية التي كان الحرس الوطني بحاجة ماسة لوجودها وقد أصبحت واقعا ملموسا كل ذلك بجهود متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز..

ولم يكن يهمه أمر آخر سوى تطوير قطاعات الحرس الوطني بخطى ثابتة ومتأنية ومدروسة ليكمل نجاح المنضومة التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز لجعل الحرس الوطني مؤسسة عسكرية ثقافية اجتماعية تعمل على بناء الوطن والمحافظة على مكتسباته والمشاركة بكل فعالية في كل النشاطات الثقافية والاجتماعية وأبرز مثال على ذلك (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) والذي أصبح معلما حضاريا ينظر له العالم بإعجاب.

لقد كان لمتعب بن عبدالله بعد الله الفضل في الرفع من مستوى (الجنادرية) بإضافات راقية جعلت من المهرجان الوطني للتراث والثقافة مقصدا لكل العلماء والمفكرين والأدباء ومشاركات العديد من الدول بالحضور في نشاطاته والمشاركة فيها دليل على عالميته ووصوله إلى مستويات راقية.

كذلك أسهم في إخراج العديد من المشاريع التنموية للحرس الوطني ومنها مشاريع الإسكان، والخدمات الطبية، وكليات الطب، وتجهيز المستشفيات التي يعد الحرس الوطني مميزا فيها عن بقية القطاعات بفضل ما يقدم من إمكانات والتخطيط الجيد والمدروس لها.

إن هذا قليل من كثير في جهود عاصرتها مع سموه أكثر من ثلاثين عاما بدأت توتي ثمارها على الرغم من أن البعض منها كان أشبه بالمعجزة. ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم.

وصاحب الملكي الأمير متعب ليس بغريب على الحرس الوطني ولا الحرس الوطني غريب عليه، فقد ولد وعاش فيه. هو قادر على إدارة أمور الحرس الوطني إلى ما هو أفضل وأجمل بإذن الله وهو بحاجة الدعاء له بالتوفيق فقد وضع الملك عبدالله الحرس الوطني في ذمته ولن يخيب الله الأمل فيه، أعانه الله على هذه المهمة وسدد على طريق الخير خطاه، وحفظ لنا جميعا قائد المسيرة الملك المفدى، كما نسال المولى أن يعيده إلى بلده سالما معافى من كل بأس فهو العين التي نبصر بها والقلب الذي ينبض في حنايانا نحن أبناء المملكة ولن ننسى أبداً الرعاية الأبوية من لدنه حفظه الله منذ توليه وحتى يومنا هذا، حفظه الله من كل مكروه وأعان رئيس الحرس الوطني الجديد على مواصلة الرسالة وتأدية الواجب الكبير.