قامة في علو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تجعل من الصعب جداً إيفاءها حقها عند الحديث عنها وتجعلك في حيرة بأي جانب من شخصيته الفذة تبدأ بالحديث وبأي جانب تنتهي، هل بالأمير سلمان رجل الدولة وحاكم نجد ومهندس نهضتها؟
أم الأمير سلمان الإنسان الذي وصلت أياديه البيضاء لكل شبر في هذا الوطن وامتدت خارج حدوده؟
أم بالأمير سلمان راعي الفكر والثقافة؟
أم برجل السياسة والعلاقات الشخصية المتميزة التي يصعب حصرها؟
بكل تأكيد أن رجلا كسلمان بن عبدالعزيز أكبر من أن تحتويه الكلمات وتحيط به السطور.
غاب سلمان عنا أياماً قلائل أثناء تلقيه العلاج في الولايات المتحدة ولكننا شعرنا جميعاً بذلك الغياب وحنين الوطن إليه.. وشعرنا بفقد الرياض ونجد لسموه فقد خلق الأمير سلمان مع أبناء هذا الوطن عامة ومع أبناء نجد حالة تواصل خاصة تجعلهم يتواصلون كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ولذلك كان قلقهم عليه مختلفاً واستبشارهم بشفائه كبيراً.
فقد كان سموه قريباً دائماً من قضايا أبناء الوطن مهنئاً ومواسياً وناصحاً أميناً ونشعر به قريباً منا أباً وأخاً ومعيناً، وحتى في غيابه لم ينقطع الأمير سلمان عن الوطن وقضاياه أياً كانت الأسباب، فهو يأخذ شئون الوطن معه ويبقى قريباً من الناس مشاركاً لهم أفراحهم ومطلعاً على أدق الأمور، ولحجم العطاء لم تتسع نجد لعطاءات الأمير سلمان فامتدت لكل شبر في هذا الوطن وتجاوزته لأماكن بعيدة في الشرق والغرب، ولم تتسع الإمارة لإمكاناته وقدراته ورغبته في العمل لنجده يعمل في كل مكان يرأس ويشارك في عشرات الجمعيات والهيئات الدولية والإنسانية حرصاً من سموه الكريم على خدمة وطنه وأمته واستغلال كل دقيقة في عمره المديد (بإذن الله) لخدمة دينه ومليكه ووطنه فجدول أعماله وقدرته على إنجاز العديد من المهام ومنح الاهتمام للكثير من التفاصيل يثير العجب، إضافة للبعد الإنساني العميق في شخصيته وقدرته على تلمس احتياجات الناس والتواصل معهم. وقد منحه ذلك حب المواطنين له وتقدير العالم لجهوده فسموه الكريم يحظى بوزن سياسي كبير على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية. فقد عرف العالم الأمير سلمان كما عرفناه فحظي بالكثير من التكريم وحصل سموه على أوسمة وجوائز عالمية قل أن يحصل عليها أحد. ومن أهم الجوانب في شخصية الأمير سلمان إيمانه العميق بالله عز وجل وحرصه على تعاليم الدين الحنيف وقناعاته أن عز المسلمين ونصرتهم يكون من خلال التزامهم بتعاليم الدين الحنيف ويتجلى ذلك في أخلاقه وتصرفاته ومواقفه الكثيرة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، كما يتجلى ذلك في إجلاله للعلماء وتقريبهم إليه. وأخيراً نقول حمدا لله على سلامتك يا أبا فهد وليهنأ الوطن بعودتك إليه سالماً معافى، ولتنم الرياض قريرة العين بوجودك فيها.ونسأل الله عز وجل أن يديم عليك نعمه وأن يلبسك موفور الصحة ويحفظك عزا وسنداً للإسلام والمسلمين ولتسلم من كل سوء يا سلمان.
رئيس مركز مبايض