سأل الزميل سعود المطيري، شايز خان أو جحا الأفغاني، عن انعكاسات ما يعرف بمداينات الجفرة، فقال: أغلب من يلجأ إليها المقبلون على الزواج أو على البناء، أو من يرغب امتلاك سيارة ممن استنفد فرصته لدى البنوك، لكن يبقى هذا النوع من التجارة مضراً لأي مدينة أو محافظة ينتشر بها، وضرب مثلاً محافظة الأسياح التي تشتهر بهذا النشاط، مؤكداً أن رؤوس الأموال الكبيرة متى ما وجهت لنشاط « ميت « مثل هذا، فهو يعني عدم المساهمة في بناء المشروعات التجارية والاستثمارات المفيدة للبلدة، وقال -بما معناه- : ما الذي تستفيده المدينة من رجل يملك الملايين آخر طموحه يبيع (دتسن) بقيمة مؤجلة.
وجحا خان ليس عضو مجلس إدارة البنك السعودي الأفغاني، بل عامل نظافة، جاء إلى القصيم (حسب التحقيق المنشور بجريدة الرياض) قبل نحو 43 عاماً، أمضى منها ما يزيد على 30 عاماً كعامل نظافة ببلدية الأسياح، ثم تحول إلى صورة ممسوخة لبعض « شيبان مداينات الجفرة « الذين ينضم إليهم مساء كل يوم.. يكح كحتهم، ويتلذذ بقهوتهم، ويتهامس معهم « النكت السريرية « التي يتداولونها في وحدتهم.
جحا خان، 74 عاماً، يجلس اليوم مع تجار الجفرة بالأسياح، رأساً برأس، بل ربما يتفوق عليهم، إذ إنه الوحيد الذي « يشِّره « الشعراء الشباب، ممن يكتبون قصائد في مديحه، لكي يخفض لهم قسطاً أو يمهلهم مدة أطول للتسديد. ولذلك، فإنني أنصحكم أن تعودوا لما قاله في المقطع الأول من هذه الزاوية، لكي تكتشفوا أين تُستثمر معظم أموالنا.