الاستعانة بالخبراء والمحللين في البرامج الرياضية للتعليق على المباريات تأتي بهدف تقديم الرؤى الفنية للخطط والأساليب والإستراتيجيات الكروية للفرق وطرح التوقعات والاحتمالات لمسار المباريات.. وتظل آراء شخصية ومحل اجتهاد.. وهؤلاء المحللون يتباينون بمستوياتهم من متميز إلى محلل عادي.. ومع هذا فلو اختلفت معهم واجتهاداتهم.. فيكفي من المحلل أن يتمسك بالحياد والاتزان كمبدأ ليجعله محل تقدير يُشكر عليه..
ولكن ما يقدمه لاعب سبق أن مثَّل المنتخب «فهد الهريفي» لا علاقة له البتة بتحليل موضوعي ولا رؤى فنية.. بل هو تسقط زلات.. أو بالأصح استقصاد لاعبين معينين وتلبيسهم اتهامات كاذبة..
يأتي بآراء معلَّبة ومقولبة وجاهزة.. ليستغل ظهوره الإعلامي في تحقيق مصالح شخصية والتنفيس عن عُقد ومركبات نقص يعاني منها.. بمماحكات مفتعلة.. معتقداً أنه بهذا يضمن استمرار ظهوره إعلامياً.. ويُدخل الجماهير والإعلام في جدل بيزنطي ومناوشات أول من يتضرر منها هو المنتخب الوطني..
ولأني غير متابع لبرنامج صديقه الذي عطف عليه واستضافة لديه بعد أن تجاهلته القنوات الأخرى.. شاهدت مقاطع من آرائه من خلال شبكة النت..
فإذا كان الهريفي لديه مشكلة مع الهلال وحساسية شديدة ضده فليحلها بعيداً عن المنتخب.. فالمنتخب أكبر من أن يُستغل للنيْل من الآخرين.. ويتمترس بالوطنية ويتشدق ب «منتخب الوطن» وكأن الآخرين غير وطنيين..
تطاوله واستهداف لاعبي الهلال بالمنتخب واضح أنه يأتي مقصوداً وليس عفوياً..
والمنتخب الوطني لا ذنب له إذا كان الهلال ولاعبوه مسببين له «أزمة نفسية».. كما قال الإعلامي الكبير الأستاذ علي الزهراني.. فإذا كانت مصلحة «منتخب الوطن» تهمه كما يقول.. لماذا يستهدف لاعبي الهلال فقط دون لاعبي الأندية الأخرى؟
ومن ينسى عندما أُصيب ياسر القحطاني نجم المنتخب في مباراة المنتخب مع أوزبكستان واستبدله المدرب للإصابة.. فقال المحلل الجهبذ إن ياسر يدَّعي الإصابة ليستعد لمباراة الهلال مع النصر بعد خمسة أيام.. وما حدث أن ياسر غاب لعدة أسابيع.. ومرت اتهامات الهريفي دون محاسبة!..
في الخليجية.. الشلهوب أضاع ضربة جزاء.. وماذا في ذلك؟ هل المطلوب من أي لاعب يتقدم لضربة جزاء أن يقدم تعهداً أنه يسجلها؟ إذن لن يتقدم أحد.. فالجزائية مثلها مثل أي فرصة قد تسجل وقد تضيع..
ولا يوجد لاعب لا يضيّع ضربة جزاء.. حتى ماجد عبد الله وهو من يوصف أنه متخصص بضربات الجزاء أضاع ضربتي جزاء في بطولة أكثر أهمية (كأس أمم آسيا بقطر).. ومع هذا لا أحد يذكرها.. في وقت تُستعاد أي ركلة ضائعة من هلالي! كما فعل أيضاً السيد كميخ..
لاعبون من أندية غير الهلال أهدروا ضربات جزاء هامة وحاسمة وتمر مرور الكرام.. هل يذكر أحد من أهدر الترجيحية في نهائي الخليج أمام عمان ليخسر المنتخب الكأس؟.. بالطبع لا أحد يذكرها.. لأنه غير هلالي.. وإلا لنصبوا له المشانق..
وبين جملة وأخرى يتشدق بكلمة منتخب الوطن في مزايدة رخيصة.. ولو كان يهمه المنتخب.. لما كانت مداخلاته في البرامج الرياضية لا تظهر إلا إذا خسر المنتخب في انتهازية رخيصة يمارس من خلالها الإساءة للاعبي الهلال.. وتختفي مداخلاته عند فوز المنتخب..
ولتحقيق أهدافه يمرر معلومات كاذبة للتدليس على المشاهد حتى يصدقه.. مثل قوله إن سامي الجابر أخذ الكرة من المشعل وأعطاها لحمزة ليضيع ضربة الجزاء.. وكرر معلومته وأكدها.. ورجعت شخصياً إلى (موقع يوتيوب) فحمزة إدريس لعب أساسياً ولم ينزل بديلاً كما زعم.. والأهم شاهدت سامي بصفته كابتن المنتخب يأخذ الكرة من حارس إيران.. فكيف سوغت له نفسه مثل هذه الكذبة.. ويقول: لماذا أعطى الكرة لحمزة؟!.. ولو أن سامي سددها لقال لماذا سددها؟!.. كما في نقده للشلهوب.. فلو رفض الشلهوب تسديد الكرة لوجَّه له تهمة التهرب من المسئولية.. وأنه لا يستحق الكابتنية.. فالانتقاد ضد لاعبي الهلال يشتغل لديه على كل الموجات..
والهريفي ينتقد بيسيرو مدرب المنتخب ليس لسبب فني.. بل لأنه درب الهلال.. ويشير لمجاملات في المنتخب!.. وإذا كان يتحدث عن المجاملات فلا يوجد أعظم من المجاملة التي حظي بها؟.. عندما التحق اللاعبون الدوليون بمعسكر المنتخب ومنعوا من مشاركة أنديتهم لموسم كامل.. وبقي الهريفي يشارك ناديه طوال الموسم.. واستفاد من غياب دوليي الفرق الأخرى خصوصاً الهلال ليفوز مع النصر بدوري 1414هـ.. وبعدها وفي مجاملة مكشوفة يتم ضمه للمنتخب قبيل انطلاق كأس العالم!.. ثم يتحدث عن المجاملات!.
و»قطعة القماش» أكلت مع الهريفي وشربت كغيره من المتأزمين.. لماذا كابتن المنتخب هلالي؟.. طيب ولماذا لا يكون هلالياً؟.. يا أستاذ الكابتن «سفير وواجهة» للمنتخب ولعله يفهم.. طيب إذا يهمك المنتخب اقبل الكابتن الهلالي من باب التفاؤل.. فللمنتخب عشرة إنجازات كروية.. تحققت ثمانية منها والكابتن هلالي.. وليس كما زعم أحدهم في إحدى القنوات..
وتاريخ الهريفي مع المنتخب لا يشفع له بمحاسبة لاعبي المنتخب.. فتاريخه عادي جداً لا يختلف عن تاريخ عشرات اللاعبين.. فشارك مع المنتخب بإنجاز وحيد «كأس آسيا» في قطر.. والمسكوت عنه أنه كاد يتسبب بخسارة المنتخب لهذا اللقب.. عندما عزل الثنيان وقطع عنه الإمدادات والكرات خصوصاً في النهائي.. ولو كان يوجد خلف الثنيان لاعب آخر يزوده بالكرات لحسم منتخبنا النتيجة في وقتها الأصلي خصوصاً أن بجواره الهداف ماجد..
وهو بأسلوب لعبه اشتهر بترك مركزه ومزاحمة المهاجمين في الأمام بحثاً عن تسجيل أهداف.. وكاد أن يتسبب بخروج المنتخب من البطولة الآسيوية المذكورة.. حتى إن هدافاً كبيراً مثل ماجد لم يسجل إلا هدفاً وحيداً في بطولة آسيا بقطر رغم مجاورته لقوة هجومية ضاربة مكونة من الثنيان وسعد مبارك «محيسن».. لأن أحد من وكِل لهم صناعة اللعب يسبقهم للمرمى.. وأكملها بقطع إمداداته عن «الثنيان» الذي يلعب أمامه.. بعد أن بدأ الثنيان يلفت متابعي البطولة بمهاراته الخارقة.
ويوجه الانتقادات للاعبي المنتخب في الخليجية.. وهو الذي فشل مع المنتخب بالفوز بكأس الخليج حتى وهي تُقام بالرياض.. وبرر هذا بقوة منتخبي الكويت والعراق!.. رغم أن في وقته كان الجيل الذهبي للكويت اعتزل.. والعراق تراجع مستواه كثيراً..
وتمرير الآراء والمعلومات المغلوطة ليست جديدة.. ففي لقاء مع صحيفة إلكترونية.. أكد «صحة» ما يتداوله مشجعو ناديه من أن النصر لم يخسر من الهلال بوجوده!.. مع أنه خسر كثيراً من الهلال ومن أبرزها نهائي الكأس بثلاثية نظيفة..
وتاريخه مع الهلال متواضع بعكس ما يحاول الادعاء به.. فالمباريات التي ظهر بها هي مباريات حدثت في غياب دوليي الهلال وعلى رأسهم اللاعب العالمي سامي الجابر.. وأكبر إنجازاته ضد الهلال.. أن يرقص حول الكرة ويمد يده كأنه يريد مسكها تحت مجاملة الحكم.. أو تسديد فأول في فريق ينقصه ستة من لاعبيه الدوليين..
وهذا اللاعب الوطني أعلن خلال منافسات أندية آسيا.. وأثناء استضافته في برنامج صديقه أنه مع الأندية السعودية بمشاركاتها الخارجية إلا الهلال!!.. وكأن الهلال ليس نادياً سعودياً.. ثم يلقي دروساً بالوطنية.
وإذا كان يعاني من الغيرة تجاه لاعبي الهلال وما حققوه من خلال ناديهم.. من إنجازات وأمجاد وشهرة كروية.. في حين أن صعوده للمنصات وإنجازاته متواضعة مقارنة بهم.. فلا أحد منعه من طرق أبواب الهلال ويتقدم لاختبارات القبول.. وليس ذنب الهلال أنه ذهب للنادي الآخر كانت نهايته الطرد منه.
وإذا لديه أزمة بسبب عدم إقامة حفل اعتزال له.. فهي ليست مسؤولية الهلال.. فالهلال معني بلاعبيه فقط.. ونتمنى من رئيس النصر المعروف بكرمه إقامة حفل اعتزال له.. أو تعيينه مديراً للكرة.. حتى يخرج من هذه الأزمة.
وليس ذنب الهلال أن لا قناة رياضيه استقطبته في وقت يتوزع كثير من الدوليين السعوديين السابقين عليها.. فالهلال لا سلطة له على قنوات خليجيه ليتوسط له.. فها هما لاعبا النصر الكبيران محيسن ويوسف خميس فرضا نفسيهما على المشاهد بحياديتهما وتمكنهما من أدوات التحليل الفني.. ولا أنسى الكابتن ماجد الذي هو مطلب لأكثر من قناة فضائية..
وليس ذنب الهلال عدم تدوين اسمه بالمحفل العالمي.. وضمن من يسجل أهدافاً في كأس العالم للكبار أسوة بأصحاب الأهداف التاريخية سامي الجابر وفؤاد أنور والثنيان والعويران وياسر القحطاني والغشيان.. وهي الصدمة التي أُبعد بسببها من المنتخب عقب مباراة بلجيكا وهدف العويران الشهير.. حيث رفض تقبل التهاني بالفوز لأنه فشل بتسجيل هدف!!.. ليعض من جامله وضمه للمنتخب أيدي الندم.
أما قصيدة الشاعر الهندي.. وكلمته المعروفة في مونديال الأندية عند استبداله.. أو اتهامه من خلال لقاء متلفز للاعبي النصر بالتدخين بين الشوطين.. أو قوله في لقاء معه: «نحن نتعب والمدح يذهب لماجد».. وقبلها قرار طرده من النصر وإجباره على الاعتزال.. فهذه شئون داخلية مع ناديه لا تعنينا.. فإذا كان لديه مآرب شخصية.. فلتكن بعيداً عن منتخبنا الوطني ولاعبيه.. خصوصاً هذه الأيام.. ولينتظر حتى نهاية البطولة.. ويُخرج ما لديه وسنكون له مُنصتين..
لم أتصد له بالوقائع والحقائق إلا بعد أن بلغ السيل الزبى.. واستمرأ وتمادى في النيْل من الآخرين والمنافسين بسبب الغيرة ولا غيرها.. فكان حتمياً التصدي له وتوضيح كثير من مغالطاته.. بعيداً عن اتهامه بالأنانية والنرجسية.. فلست معنياً بها.. فالمهم حماية سمعة وسيرة لاعبين مواطنين يدافعون عن ألوان المنتخب.. يحاول جاهداً تشويهها والطعن بها.. ولتوفير الأجواء الصحية للمنتخب السعودي المنكوب بأمثاله..