حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وأمده بعونه وتوفيقه، وألبسه ثياب الصحة والعافية، وشفاه من كل داء.
لقد عَبَّر في كل مناسبة عن حبه لشعبه، وصدق مشاعره تجاههم، وحرصه على ما فيه راحتهم وسعادتهم عاجلاً وآجلاً.
وفي كل يوم نقرأ أو نسمع منه - حفظه الله - ما يسعدنا ويسرنا، وصفحات مكارمه كثيرة جداً، وحسبنا هنا أن نقف مع واحدة منها تؤكد بصراحة على أن عبدالله بن عبدالعزيز مرهف الإحساس صادق المشاعر بعيد النظر قريب المتابعة والمشاركة للناس في حياتهم العملية.
ففي يوم عيد الأضحى من عام 1431هـ يخرج إلى المهنئين بالعيد ليؤكد لهم حبه ومشاركته لهم وشكره لله تعالى على نعمه ثم يقول: «يقولون: عرق النساء، وما شفنا من النساء إلا كل خير».
نعم يا خادم الحرمين، ما رأينا من النساء إلا كل خير، ما رأينا من أمهاتنا إلا كل تربية صالحة ورعاية كريمة ورأفة ورحمة وشفقة صاحبتنا منذ أبصرنا هذه الدنيا حتى مفارقتنا لهن بأن جاء الأجل المحتوم، ما رأينا من أمهاتنا الصالحات القانتات العابدات إلا كل خير عسى الله أن يعيننا على بِرِّ مَنْ بقي منهن وبر من مات منهن بما شرع الله من أعمال.وما رأينا من زوجاتنا الصالحات الراعيات لبيوتهن وأولادهن إلا كل خير، فأخرجن لنا أبناء وبنات تقرُّ بهم عيوننا وتسعد بهم بلادنا ونفخر بهم بين الناس.
ما رأينا من زوجاتنا إلا كل رحمة وأنس وبر وحفظ لأموالنا وبيوتنا وأعراضنا.
وما رأينا من بناتنا إلا البر وحسن الأدب، وحب العمل وبغض الكسل والخمول، وما رأينا منهن إلا زينة الحجاب وتاج الوقار وأوسمة الحشمة والعفاف. وما رأينا من أخواتنا إلا معاني الوفاء والحب والبر والتعاون على البر والتقوى.
هؤلاء هن نساؤنا مصدر أنس ومورد حب صادق ونمير بر ووفاء، وهن فخر مجتمعنا وزينة حياتا وقوة بيوتنا، تعلمن فاستفدن من التعليم، وأدين الأمانة، وكن حارسات قويات لدينهن وكرامتهن، فما استطاع عدو أو حاسد أو مفسد أن يقتحم حصونهن أو يعتدي على بيوتهن أو ينال من عفافهن أو يكدِّر صفو الأمان الذي ينعمن به في بيوت آمنة ومدارس محصنة وبيئة عمل مناسبة، وقبل ذلك وبعده في ظل أسر مؤمنة يزين حياتها دين الله وتحرسها آدابه السامية الشريفة.
وإذا كانت النساء بتلك الحال فقد كن موطن بر وميدان تنافس للوفاء ورد الجميل، فهذا واحد من الأبناء يصف مشاعره تجاه أمه فيقول:
أمي التي حافظتني وحملتني
وصليت من صبر علي بنار
أنت التي غذّيتني وحضنتني
لولاك ما أبصرت ضوء نهاري
أنت التي داريتني فنمَوْتُ في
أحضان عطفك خالي الأكدار
أنت التي أنشدتني لحن الوفا
وسهرت من أجلي إلى الأسحار
أنت التي قبلتني وبسمت لي
وضممتني وأنا الصغير العاري
أنت التي لقنتني آي الهدى
والحب والإحسان واسم الباري
أرشدتني ونصحتني ومنعتني
وعدلت بي عن منهج الأشرار
جزاك الله يا خادم الحرمين خير ما يجزي به عباده الصالحين، نعم إننا لم نر من نسائنا إلا كل خير، ولهن علينا حقوق مثلما لنا عليهن حقوق، وهن قادرات بإذن الله تعالى على أداء ما عليهن ما دمن يتربين في مجتمع مسلم محافظ على دينه معتز بقيمه مدافع عن كرامته وسموه وتميزه، فهل نؤدي ما لهن علينا من حقوق؟ إنه موقف الرجال الكرام والأبناء البررة والآباء الناصحين وكل رجل يمشي على ثرى المملكة العربية السعودية - حرسها الله - قادر على أن يقف ذلك الموقف المشرف تجاه المرأة، فلن تحتاج ولن تخاف ولن تضل ولن تشقى إن شاء الله تعالى. وإذا كان هذا حال المرأة في بلادنا المملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان بلد الأئمة الكرام فإن المرأة في بلاد كثيرة تشكو من ظلم المجتمع لها وجنايته عليها، وقد عبر أحد الشعراء عن حال المرأة في تلك البلاد بقوله:
سلب الرجال سعادتي وصفائي
وتلاعبوا بأنوثتي وحيائي
سرق الرجال المدعون حقائبي
لما ركبت سفينة الإغواء
ماذا أرى؟ ذئب التحامل مقبل
نحوي، وثعبان الخداع ورائي
أين الدعاة إلى حقوقي، ما بهم
لم يظهروا في الليلة الليلاء
أين الذين بنوا قصور وعودهم
بتطوري، وتحرري وهنائي؟!
أين الدعايات التي سلبوا بها
عقلي، ونالوا طاعتي وولائي؟!
أين الذين تمسحوا ببراءتي
حتى منحت حديثهم إصغائي؟!
أو ما دعوني للتحرر جهرة
حتى أكون رفيقة العظماء؟!
خدعوا الأنوثة رفعوا لها
علماً من الحرية الشوهاء
كسروا قوامة أهلنا وتسلطوا
بقوامة التضليل والإلهاء
هم أشهروني في الوسائل كلها
حتى عشقت توهج الأضواء
فتبرأتْ مني ثياب مروءتي
واستفظعتْ وحل الطريق حذائي
أما المرأة في المملكة العربية السعودية فقد كان موقفها ثابتاً حازماً رائعاً؛ فقد بقيت متمسكة بدينها راعية في بيت زوجها مؤدية لرسالتها على أكمل وجه ممكن، وهي تقول لكل مفسد أو معتدي:
ببصيرتي شاهدت فجر حقيقتي
إن الحقيقة فوق كل خفاء
طيروا كما شئتم، فلا طيرانكم
يغري، ولا أجواؤكم أجوائي
بيني وبين كتاب ربي دوحةٌ
تسقى منابتها بأطهر ماء
علمي وإيماني يضيئان الدُّجى
ويكملان مع الحياء بنائي
زاد الله بلادنا تقدماً ونماء وتطوراً، وحفظ لها دينها وأمانها ورغد عيشها في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله من كل سوء، وبارك في جهده وعمله، إنه جواد كريم.
عبدالعزيز بن صالح العسكر-ص.ب 190 الدلم 11992